القصة في ارقام

انتشار صادم للأمراض المعدية في غزة في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية

يشهد قطاع غزة انتشارا صادما للأمراض المعدية في غزة في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 13 شهرا والظروف الصحية شديدة التدهور في جميع أنحاء القطاع.

وبحسب إحصائيات للأمم المتحدة، يتأثر تسعة من كل 10 أطفال دون سن الخامسة بمرض معدي واحد أو أكثر، وتعاني 25 في المائة من النساء من أمراض جلدية وقضايا صحية أخرى.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من الإبلاغ عن أكثر من 11000 حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة في غضون أسبوع واحد فقط في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، مع استمرار ارتفاع حالات متلازمة اليرقان الحاد والإسهال الدموي.

وقالت المنظمة إن الظروف المزرية التي تواجهها النساء الحوامل والمرضعات مثيرة للقلق بشكل خاص، حيث أفاد شركاء صندوق الأمم المتحدة للسكان عن ارتفاع حديث في حالات الولادة المبكرة ووفيات الأمهات، ويُقدر أن 155000 امرأة حامل ومرضع محرومات من الوصول إلى الرعاية قبل الولادة وبعدها.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن تسعة فقط من أصل 17 مستشفى تعمل جزئيًا، وأربعة مستشفيات ميدانية، تقدم حاليًا خدمات الأمومة، فيما “كل يوم، تلد مئات النساء في ظروف مؤلمة وغير صحية وغير كريمة”.

وإلى جانب الافتقار إلى خدمات الولادة الآمنة، فإن ندرة الغذاء لها تأثير مدمر على النساء الحوامل، حيث تزيد من خطر ولادة الأطفال بمضاعفات صحية، وتجعل الأمهات الجدد غير قادرات على الرضاعة الطبيعية.

وهذا بدوره يعرض الأطفال لخطر أكبر للإصابة بالأمراض المعدية، بما في ذلك الالتهاب الرئوي، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

وبشكل عام، تواجه 42 ألف امرأة حامل أزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل) أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء القطاع، حيث تم تصنيف 15 ألف امرأة منهن في مرحلة الطوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل).

فيما 3 آلاف امرأة تواجهن الجوع الكارثي (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل المتكامل)، “وهو رقم قد يرتفع إلى 8 آلاف امرأة مع حلول فصل الشتاء”، كما يحذر صندوق الأمم المتحدة للسكان.

ومع استمرار الحرب وسط خدمات الرعاية الصحية المدمرة، تواصل منظمة الصحة العالمية مناشدة إنشاء ممرات إجلاء منتظمة بشكل عاجل، باستخدام جميع الطرق الممكنة، للسماح للمرضى الحرجين المحاصرين في غزة بالوصول إلى الرعاية المتخصصة التي يحتاجون إليها.

مؤشرات انعدام الأمن الغذائي

في جميع أنحاء قطاع غزة، يلاحظ شركاء قطاع الأمن الغذائي ومجموعة التغذية ضعفًا مثيرًا للقلق في التنوع الغذائي.

ووفقًا لتقرير مراقبة الأمن الغذائي والسوق الأخير الصادر عن برنامج الأغذية العالمي، فإن الخبز والبقوليات هي الأطعمة السائدة المستهلكة بينما انخفض استهلاك الخضروات من ستة أيام في الأسبوع قبل حرب الإبادة إلى ما يقرب من الصفر في تشرين أول/أكتوبر 2024.

وبالمثل، انخفض استهلاك اللحوم والبيض من ثلاثة أيام في الأسبوع إلى ما يقرب من عدم الاستهلاك في الوقت الحاضر.

وعلاوة على ذلك، يسلط مسح أجرته اليونيسف مؤخرًا حول التنوع الغذائي بين الأطفال وأطفال ما قبل المدرسة الضوء على التأثير التغذوي الشديد بسبب انخفاض المساعدات الإنسانية ودخول الإمدادات الغذائية التجارية.

تُظهر البيانات من 18 إلى 24 تشرين أول/أكتوبر انخفاضًا حادًا في التنوع الغذائي، حيث أفاد 95 في المائة من آباء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرًا أن أطفالهم استهلكوا نوعين أو أقل من الطعام في اليوم السابق للمسح.

ويمثل هذا الرقم زيادة من 90 في المائة في أيلول/سبتمبر، و79 في المائة في يوليو، و94 في المائة في مايو عندما حدث نزوح واسع النطاق من رفح إلى دير البلح وخان يونس.

بالنسبة لمعظم الناس في غزة، أصبح الوصول إلى السلع الأساسية بأسعار معقولة صراعًا كبيرًا، حيث أصبحت كل من الاقتصاد وعمليات المساعدات مثقلة بشكل متزايد.

وبسبب إحباطهم من ارتفاع الأسعار، استجاب العديد من السكان للدعوات المحلية لمقاطعة السوق، والتي استمرت لمدة يومين تقريبًا، مشيرين إلى الغياب شبه الكامل للرقابة التنظيمية كعامل رئيسي في تغذية التلاعب بالأسعار.

ويتفاقم وضع السوق بسبب القيود الإسرائيلية الشديدة على دخول الإمدادات إلى غزة، مع تزايد التقارير عن حوادث النهب التي يشجعها جيش الاحتلال.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن مؤشر أسعار المستهلك في غزة ارتفع بنسبة 283 في المائة منذ تشرين أول/أكتوبر 2023 بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة.

وعلاوة على ذلك، ذكر برنامج الأغذية العالمي في 3 نوفمبر/تشرين الثاني أن انهيار الأسواق المحلية ونقص السلع الأساسية في وسط وجنوب غزة أدى إلى زيادة اعتماد الناس على المساعدات الصغيرة مثل الوجبات الجاهزة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، لم يكن من الممكن إدخال سوى 37 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية الأساسية إلى غزة يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى