لماذا بلغ صراع فتح ذروته مع تعيين حسين الشيخ بـ”الباراشوت”؟

يثير فرض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (87 عامًا) للقيادي في حركة فتح حسين الشيخ كنائب له مخاوف شديدة من توسيع رقعة الفوضى داخل حركة فتح ويزيد من احتمالات اشتداد الصراع على الخلافة في اليوم التالي لرحيله أو تحييده.
ولا يحظى الشيخ بتأييد جماهيري في الشارع الفلسطيني أو حتى في أوساط حركة فتح التي يوصف بينهم بأنه “متسلق” وجاء بـ”البراشوت” رغم أن تاريخه الحركي لا يمنحه الوصول إلى مثل هذا المنصب.
يذكر أن تعيين الشيخ الذي يوصف بـ”عراب التنسيق الأمني” كنائب لرئيس السلطة ومنظمة التحرير لم يلقى قبولا إلا عند حركة فتح التي خسرت حتى كل فصائل المنظمة
صراع فتح يشتد
مصادر قيادية في حركة فتح تكشف عن أعضاء في اللجنة المركزية للحركة يرفضون انفراد حسين الشيخ بالمناصب البارزة وتوليه منصب نائب محمود عباس برئاسة منظمة التحرير.
المصادر تقول إن الخلافات داخل حركة فتح اشتعلت قبيل جلسة المركزي مع علمهم بنية عباس تمرير اسم حسين الشيخ في اللجنة التنفيذية لغياب تيار معارض فعلي داخلها.
وتوضح أن منصب حسين الشيخ يواجه رفضا شخصيات ثقيلة في اللجنة المركزية لفتح وأبرزها محمود العالول، وجبريل الرجوب، وعباس زكي، وتوفيق الطيراوي وانفرادها بها.
الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي يتوقع أن يؤدي تعيين حسين الشيخ إلى تعميق الانقسام الداخلي الفلسطيني وتوسيع رقعة الفوضى داخل حركة فتح المنهكة أصلا.
ويقول الرنتاوي إن عباس جمع المجلس المركزي من أجل إعادة تكييف النظام السياسي الفلسطيني لخدمة مصالح فئة متنفذة رغم الخلل الكبير في النصاب السياسي.
من هو حسين الشيخ؟
ويشير إلى أن اختيار الشيخ، المقرب جدا من أوساط إسرائيلية ودولية، “استجابة للضغوط الخارجية”
ويؤكد الرنتاوي أن منظمة التحرير، التي كانت ذات يوم “الممثل الشرعي الوحيد”، تفقد شرعيتها تدريجيًا بسبب سياسات “التنسيق الأمني” مع الاحتلال وتهميش القوى الوطنية.
ويطالب بضرورة “خلق بدائل وطنية” خارج إطار المنظمة الحالية، عبر تحالفات واسعة تضم فصائل ونقابات ومبادرات شعبية، تحت شعار “ليس باسمنا”، لاستعادة المشروع الوطني من “خاطفيه”.
السفير الفلسطيني السابق عدلي صادق يعتقد أن حسين الشيخ يحاول التمظهر السياسي وإعطاء الانطباع بأنه خليفة عباس والرجل الثاني في حركة فتح ومنظمة التحرير.
مصالح ضيقة
ويقول صادق إن “الشيخ يبعث برسالة مقصودة إلى الفلسطينيين بأنه الرجل الثاني في السلطة”، مؤكدا أنه اختيار عباس لخلافته وفتح له الباب لذلك، لكن الشيخ يستعجل ما يريده له الرئيس.
وذكر أن اتصالات الشيخ مع الإسرائيليين والأمريكيين تساعده على ذلك، موضحًا أن عباس “مضطر لأسبابه السياسية والأمنية والنفسية إلى تمرير بعض تفوهات ومواقف الشيخ، وحتى انتقاداته له”.
وبين صادق أن الشيخ “يريد الظهور بأن له اليد الطولى في فتح ومنظمة التحرير، حتى إن كان ذلك ليس نتاجاً لانتخابات أو بناء على استطلاعات الرأي العام”.