
قالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية إن رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج من المقرر أن يعقد هذا الأسبوع اجتماعًا مع مسؤولين من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في مقرها بـ”لانغلي”، وذلك لأول مرة منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ورغم أن العلاقات بين إدارة ترامب والسلطة الفلسطينية كانت شبه مجمدة، إلا أن واشنطن حافظت على جزء من تمويلها للأجهزة الأمنية الفلسطينية، وفقًا لما أكده مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون للصحيفة.
التغيرات في السلطة
وكشفت الصحيفة أن فرج موجود في الولايات المتحدة أساسًا لأسباب صحية، حيث يخضع لعملية طبية، لكنه استغل الفرصة للانضمام إلى الاجتماعات الأمنية، في محاولة لتعزيز موقعه السياسي وسط الحديث عن تغيرات جذرية في هيكلية السلطة الفلسطينية.
وكان الرئيس محمود عباس قد عين مؤخرًا حسين الشيخ نائبه الرسمي، في خطوة أثارت تكهنات حول تغييرات أوسع تطال قيادات الصف الأول، وخاصة رؤساء الأجهزة الأمنية.
خلافات بين عباس وفرج
رغم العلاقة الوثيقة التي جمعت فرج بالرئيس عباس على مدى سنوات، تشير المصادر إلى وجود توتر متزايد بين الطرفين خلال العام الماضي، نتيجة فشل الأجهزة الأمنية في قمع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال الضفة، خاصة في جنين.
وعلى الرغم من حملة أمنية شنتها السلطة في جنين العام الماضي واعتقالها مئات المقاومين، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتبر هذه الجهود غير كافية، ما دفعه لتنفيذ عمليات عسكرية موسعة لا تزال مستمرة حتى الآن.
مصادر دبلوماسية وأمنية أشارت إلى أن عباس يفكر جديًا في استبدال ماجد فرج، الذي يرأس جهاز المخابرات العامة منذ عام 2009.
محاولات للبقاء في المشهد السياسي
وبحسب تقرير الصحيفة العبرية، فإن ماجد فرج يسعى لتأمين موقع جديد له داخل المؤسسة الفلسطينية، سواء بعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أو بلعب دور سياسي أو أمني في غزة بعد الحرب، في حال تم تكليف السلطة بإدارتها.
وكان عباس قد أقال حكومته في آذار/مارس 2025 وعيّن محمد مصطفى رئيسًا للوزراء، كما استبدل رؤساء الأجهزة الأمنية، بمن فيهم الأمن الوقائي والشرطة والدفاع المدني، حيث تولى القيادة عناصر موالية لعباس من الأمن الخاص.
وتأتي هذه التحركات في وقت ترتكب فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية بحق سكان غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أودت بحياة أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط صمت دولي وعجز رسمي فلسطيني.