
كشف الجراح البريطاني من أصل عراقي محمد طاهر عن منعه من دخول قطاع غزة مرتين متتاليتين، بسبب نشاطه الإنساني وشهادته عن الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في القطاع.
وأكد طاهر، في مقطع فيديو نشره على حساباته الرسمية، أنه تلقى تهديدات مباشرة بالقتل في حال حاول العودة مجددًا.
وقال طاهر في الفيديو: “لقد عدت… تتساءلون أين كنت؟ كنت أحاول الدخول إلى غزة مجددًا، لكن رُفض طلبي مرتين، لأنني أصبحت شاهداً وصوتاً للناس هناك. لقد تلقيت تهديدات مباشرة إذا دخلت”.
الجراح محمد طاهر
وأضاف الطبيب محمد طاهر: “هذا بالطبع لا يوقفني، بل يجعلني أرغب أكثر في الدخول. لن أسمح لهم أن يجعلوني أمرّ بهذه الحالة. أريد دخول غزة مجددًا. يجب أن أتكلم، ويجب علينا جميعاً أن نتكلم. لقد دخلت غزة مرحلة خطيرة جداً، وحان الوقت لنحشد قوانا ونكسر الحصار”.
وختم رسالته المصورة بقوله: “لقد طفح الكيل. غزة لا تحتمل مزيداً من الصمت. من واجبنا الآن أن نتحرك”.
من هو الطبيب محمد طاهر؟
الدكتور محمد طاهر هو جراح عظام بريطاني من أصل عراقي، وُلد في مدينة ويلز في الثمانينيات لعائلة تنحدر من مدينة النجف في العراق.
ويعمل في مستشفيات بريطانيا، وبرز اسمه بشكل لافت في بداية عام 2024 بعد انضمامه لفريق منظمة “فجر العلمية” الخيرية الأمريكية، والتي أرسلت بعثات طبية تطوعية إلى قطاع غزة.
محمد طاهر يعيد ذراع طفلة بعد بتره
وخلال فترة تطوعه في مستشفيات غزة، نفذ محمد طاهر مئات العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة، كان أبرزها إعادة زرع ذراع طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 9 سنوات، بعد أن بُترت بفعل غارة إسرائيلية على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
واعتُبرت العملية من الإنجازات الطبية النادرة في ظروف الحرب والحصار.
وفي تصريح سابق له في مايو/أيار 2024، أكد الطبيب محمد طاهر أن ما شهده في قطاع غزة فاق كل الأزمات الإنسانية التي تعامل معها خلال مسيرته الطبية.
وقال حينها: “ما دفعني للمجيء إلى غزة هو حجم الدمار، ومشاهد الأطفال المصابين والقتلى تحت الأنقاض. إنها كارثة لا يمكن وصفها”.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على قطاع غزة بغطاء أمريكي غير محدود، مستخدمة القصف الجوي والبري والبحري بشكل مكثّف، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني حتى الآن، في حصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع، في ظل وجود آلاف الضحايا تحت أنقاض المباني المدمرة.