تحليلات واراء

خلية افيخاي امتداد لوحدة ملات الإسرائيلية

تشكل خلية افيخاي نسبة للناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، امتدادا لوحدة ملات الإسرائيلية وتتقاطع معها بالأهداف والآليات والنتائج في خدمة دعاية الاحتلال وخططه للحرب النفسية.

وتقوم العمليات النفسية في السياق العسكري على تحقيق هدف تقويض معنويات العدو، وتعطيل عمليات اتخاذ القرار لديه، والتأثير على الرأي العام من أجل تأليبه باختلاق الأكاذيب والدعاية ونشر المعلومات المضللة، والتكتيكات النفسية لتحقيق أهدافه.

وتتضمن المكونات الأساسية للحرب النفسية مزيجًا استراتيجيًا من الدعاية، والمعلومات المضللة، والترهيب، جميعها تهدف إلى تشكيل تصورات وسلوكيات الجمهور المستهدف واستغلال الضعف النفسي، مما يخلق بيئة من الخوف لدى الجمهور المستهدف.

هذه النقاط الوارد هو جوهر عمل خلية افيخاي التي بات يجمعها اللقاء على هدف واحد، وهو الهجوم على المقاومة الفلسطينية والتحريض عليها، وبث روح الهزيمة واليأس والاستسلام في الحاضنة الشعبية خدمة للاحتلال الإسرائيلي وأعوانه.

ويكمل أعضاء #خلية_أفيخاي وحدات الاحتلال الاستخبارية التي تتولى تأليف الإشاعات والكذب وفق سيناريوهات تعتمد على أشباه الحقائق، ثم بناء رواية تعتمد على ربط الأكاذيب بعضها والنيل من الشخص أو الجهة المستهدفة.

وبموجب أنشطة تلك الوحدات الإسرائيلية تنتشر الصفحات المشبوهة والممولة التي تتهم المقاومة بالتسبب في سقوط آلاف الضحايا خلال حرب الإبادة، ليأتي الذباب مكملاً للجهد الاسرائيلي بالترويج لروايات تلك الصفحات ورفع نسبة وصولها للجمهور عبر المشاركة بتفاعل وتعليقات مسيئة للمقاومة وقياداتها.

وتضم خلية افيخاي المشبوهة قائمة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من عدة انتماءات ومناطق جغرافية لكن القاسم المشترك بينهم تبعيتهم لحركة فتح وجهازي المخابرات والأمن الوقائي وأنهم العون الأول للاحتلال في حرب الإبادة على غزة.

وهذه الشبكة تضم مجموعة كبيرة من الذباب الالكتروني الفتحاوي، ومن نشطاء وصحافيين وحتى ناطقين إعلاميين، وذباب الأنظمة العربية المطبعة، بالإضافة لمرتزقة فتح في غزة والسلطة الفلسطينية الهاربين إلى أوروبا.

وينشط هؤلاء بشكل أساسي في تعزيز الانقسام داخل الحاضنة الشعبية في غزة عبر تلفيق روايات مضللة وتشويش وزعزعة استقرار الجمهور، فضلا عن إشاعة طرف غرس الخوف من أجل دفع فصائل المقاومة بدافع الضغط من حاضنتها الشعبية على الامتثال لمطالب الاحتلال والتخلي عن أهدافها الاستراتيجية.

“ملات”.. وحدة قتال نفسي

في عام 2005 أنشأت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وحدة خاصة أطلقت عليها مركز العمليات النفسية “ملات”. ورغم أن عمل الوحدة سريا بعض الشيء، إلا أن بعض المصادر الإسرائيلية تشير إلى أنها “وحدة قتال في المجال النفسي”.

في البداية، كانت الوحدة تتبع قسم العمليات في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قبل أن تتحول في 2006 إلى وحدة متخصصة ومنفردة في مجالها.

وفي تعريف العمليات النفسية التي تقوم بها “ملات”، يشار إلى أنها “مجموعة الأنشطة التي تهدف إلى تغيير تصور الواقع، المواقف، المشاعر والسلوكيات لدى الجمهور المستهدف”. وهذا مصطلح واسع يشمل الأنشطة السرية والعلنية.

وبعض هذه الأنشطة، يتمثل في: منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، اختراق الصحفيين والنشطاء وتوجيههم للكتابة في الاتجاه الذي يحقق أهداف العمليات النفسية العسكرية الإسرائيلية وإنشاء حسابات وهمية ومواقع إنترنت.

ومع الوقت تطور عمل وحدة “ملات” بعد أن أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي للوحدة إمكانية انتشار رسائلها على نطاق واسع ضمن ذات الأهداف والسياقات؛ تفكيك الحاضنة الشعبية لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

لكن بعدا آخر اهتمت فيه الوحدة، تمثل في التركيز على فكرة “الاختراق” و”هشاشة الأمن” لدى حركات المقاومة في قطاع غزة.

وقد حاولت الوحدة خلق نوع من الشك لدى المقاومين في قيادتهم، وبين المقاومين أنفسهم، وبين المقاومين والحاضنة الشعبية.

وفي حرب الإبادة التي بدأت في أكتوبر 2023، يمكن ملاحظة الدور النشط لوحدة “ملات” بعد إعادة تفعيلها، والتي لم تعد تعتمد على رسائلها الخاصة، بل على رسائل من الجمهور المستهدف.

إذ ينخرط نشطاء وصحفيون أعضاء في خلية افيخاي في العمليات النفسية التي تقودها وحدة “ملات” عبر مهاجمة فصائل المقاومة وتحميلها مسؤولية المجازر والدمار الذي حلّ بقطاع غزة.

وأحد أهداف وحدة “ملات” كما أشار معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، هو التأثير على الشعب الفلسطيني وتصوراته تجاه حركة حماس، التي يسعى الاحتلال دائما لتصويرها كمنظمة لا تهتم بمعاناة الشعب الفلسطيني.

يمكن الكشف عن الكم من هذه الرسائل في منشورات العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن جهات رسمية فلسطينية تتبنى مثل هذه الرسائل وتعززها في الخطاب الفلسطيني.

وعليه فإن خلية افيخاي ولجان الذباب الالكتروني تحولوا إلى مصدر مهم للماكينة الإعلامية للاحتلال والناطقين باسم جيشه بهدف التحريض على المقاومة ورموزها وحتى النشطاء المساندين لها والصحفيين العاملين في تغطية حرب الإبادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى