منتفعو الشؤون الاجتماعية: السلطة تُمعن في إذلالنا وقطع أرزاقنا بلا رحمة

قال صبحي المغربي، المتحدث باسم منتفعي الشؤون الاجتماعية في غزة، إن آلاف الأسر الفقيرة لم تتلق أي مساعدة مالية منذ أغسطس/آب 2021، مشيرًا إلى أن مخصصاتهم مقطوعة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، دون وجود أي بدائل أو تفسيرات من السلطة الفلسطينية.
وأكد المغربي في تصريحات صحفية، أن الوضع الإنساني يزداد تدهورًا في ظل الحصار، وتصاعد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وسط غياب أي دعم حقيقي من السلطة الفلسطينية التي تواصل تجاهل مطالب الفقراء.
منتفعو الشؤون الاجتماعية و”الكود”
وأوضح المغربي أن ما يُعرف بـ “الكود”، وهو الإجراء الإداري الذي يُمكّن الأسر من استلام المساعدات، لا يُصرف لمعظم الحالات، ما يعني انقطاعًا كاملاً للمساعدات النقدية عن عشرات الآلاف من المواطنين في غزة.
وقال: “منذ ثلاث سنوات ونصف لم نتلقَّ أي مساعدة من السلطة الفلسطينية. وكأننا خارج حساباتها. هي لا تريد غزة، ولا تقدم لنا شيئًا، بل تشارك في معاناتنا بصمتها وتجاهلها”.
وشدد المغربي على أن هذه المخصصات تمثّل المصدر الوحيد للدخل لعدد كبير من الأسر الفقيرة في قطاع غزة، محذرًا من كارثة إنسانية محتملة إذا استمر هذا الإهمال، مطالبًا بتحرك فوري لإعادة صرفها.
السلطة تجمع مئات الملايين من الضرائب!
وفي تناقض صارخ مع تجاهلها لفقراء غزة، أظهرت بيانات رسمية أن حكومة محمد مصطفى جمعت 233.8 مليون شيكل كإيرادات لضريبة الدخل فقط خلال شهري يناير وفبراير 2025.
وتُفرض هذه الضرائب على المواطنين والشركات، وتشمل ضريبة الدخل، الجمارك، القيمة المضافة، مكوس السجائر والمشروبات، وضريبة الأملاك.
نظام ضريبي غير عادل يثقل كاهل الفقراء
ويعاني النظام الضريبي الفلسطيني من غياب العدالة الاجتماعية، حيث تبلغ نسبة الضرائب غير المباشرة المفروضة على المواطن العادي 92.5%، مقابل 7.5% فقط للضرائب المباشرة، ما يزيد من العبء على الفئات الفقيرة.
كما تقتصر شرائح ضريبة الدخل على ثلاث نسب فقط (5%، 10%، 15%)، فيما تُفرض على الشركات نسبتان (15%، و20% فقط على الشركات الاحتكارية).
زيارة خارجية لطلب “شبكة أمان مالية عربية”
وبالتزامن مع هذا الانقطاع للمساعدات، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن حسين الشيخ، نائب رئيس السلطة الفلسطينية، سيزور السعودية في أول تحرك خارجي له بعد تسلّمه المنصب الجديد.
وتهدف الزيارة -بحسب المصادر- إلى طلب زيادة الدعم والمساعدات المالية المقدمة من السعودية، في ظل الأزمة المالية التي تمر بها السلطة نتيجة اقتطاعات الاحتلال من أموال المقاصة، وتراجع الدعم الدولي.
وسيناقش الشيخ أيضًا ملف “اليوم التالي للحرب على غزة”، حيث يسعى إلى حشد دعم عربي واضح لعودة السلطة إلى حكم القطاع، بناءً على التوجيهات التي كلّفه بها الرئيس محمود عباس، ضمن خطوات لاستعادة القبول العربي والدولي.