
في نداء عالمي بثلاث لغات، أطلقت 113 شبكة ومنظمة حقوقية من مختلف أنحاء العالم دعوة عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، تطالبه بفرض عقوبات عاجلة على إسرائيل لوقف جريمة الإبادة الجماعية والتجويع التي يتعرض لها سكان قطاع غزة.
كما طالبت هذه المنظمات برفع الحصار بشكل كامل، محذرة من أن القطاع يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة مع دخول العدوان يومه الـ576، واستمرار الحصار منذ أكثر من شهرين، وسط تفاقم المجاعة وانهيار شبه تام للخدمات الأساسية.
عقوبات عاجلة على إسرائيل
وشددت المنظمات على أن ما يتعرض له أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة يمثل عقابًا جماعيًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مطالبة الجمعية العامة للأمم المتحدة باتخاذ خطوات جريئة، من بينها تجميد عضوية “دولة الاحتلال الإسرائيلي”.
وأكدت في بيانها أن سياسة الإغلاق الشامل ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود تسببت في انهيار مقومات الحياة الأساسية، من توقف المخابز ومحطات الصرف الصحي، إلى ندرة المياه وانهيار القطاع الصحي بالكامل.
نسب صادمة لانعدام الأمن الغذائي
واستند النداء إلى معطيات أممية، تشير إلى أن أكثر من 91% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن نحو 345 ألف شخص يواجهون أعلى مستويات الخطر، في حين لا يحصل غالبية الأطفال دون العامين والأمهات المرضعات على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية.
كما تشير أرقام وزارة الصحة في غزة إلى أن نحو 60 ألف طفل بحاجة لعلاج عاجل من سوء التغذية، فيما دخل ما يقرب من نصف مليون فلسطيني مرحلة المجاعة الكارثية، بينهم أكثر من نصف مليون امرأة.
منع الفرق الطبية الدولية وسط تصاعد الإصابات
في السياق نفسه، قالت منظمة أطباء بلا حدود الدولية إن سلطات الاحتلال منعت في الأسابيع الأخيرة دخول طواقم طبية دولية إلى قطاع غزة رغم قدرتهم على الوصول، مؤكدة أن القطاع يشهد نقصًا حادًا في عدد جراحي التجميل مع ازدياد المصابين بالحروق نتيجة القصف المتواصل، خاصة على مدينة خان يونس، حيث تضاعف عدد الإصابات خمس مرات منذ منتصف مارس الماضي.
وحذرت المنظمة من أن الحصار أجبر المشافي على استنزاف ما تبقى من مخزون الأدوية، ما يصعّب من فرص تعافي الجرحى، خاصة الأطفال الذين يواجهون نقصًا حادًا في التغذية.
مستشفيات مهددة بالتوقف الكامل
وبدورها نبهت وزارة الصحة في غزة إلى أن المستشفيات قد تتوقف عن العمل بالكامل خلال أيام قليلة بسبب نفاد الوقود، في حين أعلن “المطبخ العالمي” عن توقفه التام عن تقديم المساعدات الغذائية نتيجة نفاد المخزون ومنع إدخال أي إمدادات جديدة.
وفي اليوم الثاني والخمسين من استئناف حرب الإبادة، صعّد جيش الاحتلال من قصفه على مناطق مختلفة من قطاع غزة، مستهدفًا مراكز الإيواء وتجمعات النازحين، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء، في مشهد يعكس تصعيدًا خطيرًا للأوضاع الإنسانية والأمنية، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات أخلاقية وسياسية جسيمة.