الوضع في مخيم جنين “كارثي” مع مواصلة السلطة حملتها القمعية
وصفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية الوضع في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة بأنه “كارثي” مع مواصلة السلطة الفلسطينية حملتها القمعية ضد فصائل المقاومة.
وذكرت الشبكة أنه لمدة تزيد على أسبوعين، شهد مخيم اللاجئين في جنين إطلاق نار كثيف، مع قناصين مقنعين على أسطح المباني وانفجارات مكتومة في أزقة المخيم المتشابكة.
وأشارت إلى أن هذه المعارك لا تشمل الجيش الإسرائيلي، الذي نفذ عدة غارات في السنوات الأخيرة ضد النشطاء في المخيم، والذي يعد معقلًا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت أن هذه المواجهات بين الفلسطينيين أنفسهم: قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ومجموعات فصائل المقاومة التي تتهم السلطة الفلسطينية بأنها باعت القضية لإسرائيل.
أطلقت السلطة، المدعومة من الغرب، أكبر عملية أمنية لها منذ سنوات لمحاولة إخراج المجموعات المسلحة، في محاولة لإظهار قدرتها على التعامل مع الوضع الأمني في الضفة الغربية، وسط تطلعاتها للسيطرة على غزة ما بعد الحرب.
وتحاول قوات السلطة اعتقال عشرات الرجال الذين تروج لوصفهم بالخارجين عن القانون الذين يحاولون “اختطاف” المخيم.
وقد تأسس مخيم جنين لإيواء الفلسطينيين الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم بعد قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948، وهو الآن منطقة مكتظة بالسكان تضم حوالي 25,000 شخص.
وتضم فصائل المقاومة في جنين تحالف من المجموعات المسلحة يشمل كتائب شهداء الأقصى، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وجميعهم يقاتلون تحت راية كتيبة جنين.
ومع تصاعد القمع الذي تمارسه السلطة، أصبح الوضع في المخيم كارثيًا. أُغلقت جميع مداخل المخيم، ولم يتمكن حتى المسعفون من الدخول. ومع نهاية الأسبوع الماضي، حُرم العديد من سكان المخيم من الماء والكهرباء، وازدادت أكوام النفايات، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية.
كما أدى القتال إلى تعليق خدمات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في المخيم، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية. وأدانت الوكالة استخدام مسلحين فلسطينيين لمركزها الصحي في المخيم.
وتشكل المواجهات في جنين اختبارًا لمدى قدرة السلطة الفلسطينية على السيطرة على الوضع الأمني في مناطق مثل غزة، وفقًا لاتفاقيات أوسلو. ومع ذلك، يشير السكان المحليون إلى تزايد مشاعر الغضب واليأس.
قال محمود الغول، أحد سكان المخيم، إن منزله لم يحصل على الماء منذ ثلاثة أسابيع، مدعيًا أن قوات الأمن أطلقت النار على خزانات المياه.
وأفاد أحمد طباسي أن أطفاله كانوا محبوسين في المنزل لمدة أسبوعين، وأنه غير قادر على شراء الأدوية لوالدته.
وبينما تسعى السلطة الفلسطينية لتثبيت الأمن وإثبات قدرتها، تزداد التوترات مع فصائل المقاومة وسكان المخيم، مما يجعل الوضع في جنين مثالًا صارخًا للتحديات التي تواجهها السلطة في المناطق الفلسطينية المحتلة.
ويتم ذلك في وقت تبدو السلطة الفلسطينية في وضع المنبوذ شعبيا وتفتقد لأي غطاء تنظيمي وسط غضب أكبر في الشارع الفلسطيني على نهج التنسيق الأمني والعمل كوكيل للاحتلال الإسرائيلي.