موجة سخط عربي ضد السلطة الفلسطينية
تصدر وسم السلطة الفلسطينية الترند في غالبية الدول العربية وسط موجة سخط على نهجها القائم على معاداة المقاومة الفلسطينية ومحاربتها والتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتناقل آلاف المغردون العرب مقطع فيديو يظهر مدرعة للسلطة الفلسطينية تتنحى جانباً لإفساح الطريق أمام آليات الاحتلال لاقتحام جنين.
وعلق الكاتب والصحفي نظام المهداوي على مقطع الفيديو “آليات الاحتلال ذهبت إلى مخيم جنين لإكمال ما عجز ت عنه أجهزة أمن السلطة. فهل ممكن أن تتخيل مشاهدة سلطة تساعد المحتل في قتل شعبها ومقاوميها وتفسح له الطريق وتأمنه أيضا؟”.
من جهته كتب الصحفي معتز حامد “لأكثر من 50 يوما، حاصرت قوات السلطة الفلسطينية عشرات المقاومين الفلسطينيين في مخيم جنين في محاولة اعتقالهم أو قتلهم بتهم “الخروج عن القانون”.
وتابع حامد قائلا “لم تنسحب هذه القوات من الحصار بالمطلق، إلا بعد وصول قوات الاحتلال الإسرائيلية التي استلمت مواقعها وأطلقت عملية عسكرية واسعة ضد المُحاصرين”.
ولم تمض ساعات على إعلان السلطة الفلسطينية صباح أمس الثلاثاء، استمرار الحملة الأمنية ضد المقاومين في جنين حتى شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهراً، عدواناً مفاجئاً وواسعاً على المدينة ومخيمها شمالي الضفة الغربية.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصدر مطلع قوله إن التنسيق بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي منح العملية العسكرية لقوات أمن السلطة في جنين موعداً حتى العشرين من يناير/كانون الثاني.
وذكر أن السلطة الفلسطينية “طلبت تمديد المهلة حتى إنهاء عمليتها في مخيم جنين، لكن الاحتلال رفض، وبالفعل كنا قد توصلنا إلى حل في السابع عشر من الشهر الجاري مع مقاومي المخيم، لكن سرعان ما تجددت الاشتباكات”.
وقال المصدر: “الأجهزة الأمنية كانت تعلم أن تنسيقها مع الاحتلال ينتهي في العشرين من الشهر الجاري، وكان من المفروض أن تنسحب، لكنها فضّلت أن تكمل عمليتها في جنين على أمل أن تتجنب العملية العسكرية الإسرائيلية في المدينة.
وأكد المصدر: “ما حدث هو خداع وغدر من الاحتلال الذي لم ينسق مع السلطة حول اقتحامه المخيم”.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على عدوانها على مدينة ومخيم جنين، اسم “عملية السور الحديدي”. وجاء هذا العدوان رغم إعلان الأمن الفلسطيني استمرار العملية العسكرية التي يشنها منذ نحو شهر ونصف الشهر على مخيم جنين.
وبدأت قوات الاحتلال عمليتها من الجو عبر قصف مكثف نفذته طائرات مسيّرة، بالإضافة إلى إطلاق الرصاص من طائرة مروحية من نوع “أباتشي”. وتتركز قوات الاحتلال حاليًا في محيط مخيم جنين وبعض الأحياء القريبة من المدينة، في عملية عسكرية واسعة.
من جهتها، استغربت حركة حماس “سلوك أجهزة السلطة التي انسحبت من محيط مخيم جنين، بالتزامن مع بدء العملية العسكرية للاحتلال، بعد حصار دام أكثر من 48 يوماً للمخيم، وتعطيلها الاتفاق مع المقاومين حتى اليوم، ورفضها كل النداءات الوطنية لوقف إجراءاتها الخطرة بحق المناضلين والمقاومين”.
ودعت الحركة في بيان “جماهير شعبنا في الضفة الغربية وشبابها الثائر للنفير العام وتصعيد الاشتباك مع جيش الاحتلال في كل نقاط التماس معه، والعمل على إرباكه وإفشال العدوان على مدينة جنين ومخيمها”.
وأكدت حركة حماس أن “هذه العملية العسكرية ستفشل كما فشلت كل عملياته العسكرية السابقة ضد أبناء شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة، ولن تنكسر الإرادة الفلسطينية أمام غطرسة المحتل وجرائمه وانتهاكاته المستمرة”.