معالجات اخبارية

نهب مسلح في غزة تحت غطاء الطيران الإسرائيلي وتجويع السكان

في ساعة متأخرة من ليل الخميس، شهدت محافظة غزة سلسلة من عمليات السطو والنهب، نفذتها مجموعات مسلحة ملثمة، قُدّر عدد أفرادها بحوالي 50 شخصاً، واستخدموا أسلحة أمريكية من طراز M-16، وفق مصدر أمني فلسطيني لـ”قدس برس”.

وتمت هذه العمليات تحت غطاء الطيران الإسرائيلي المسيّر من نوعي “كواد كابتر” و”سكاي لارك”، الذي أطلق النار على كل من حاول التصدي للسرقات.

نهب مسلح في غزة

واستهدفت هذه المجموعات مستودعاً غذائياً يتبع جمعية “مطابخ غزة العزة” التابعة لرجل الأعمال بشار المصري، والمخصص لتقديم وجبات غذائية لآلاف الفقراء.

كما هاجم المسلحون مخازن برنامج الغذاء العالمي في مخيم الشاطئ، بالإضافة إلى مستودعات وكالة الأونروا وتجار في مناطق الشيخ رضوان، تل الهوى، وحي الرمال.

الاحتلال يغطي لنشر الفوضى

وتأتي هذه الاعتداءات في وقت يشهد فيه قطاع غزة تفاقماً في “حرب التجويع” الإسرائيلية، مع استمرار إغلاق المعابر منذ 2 مارس/آذار، ما أدى إلى توقف شبه تام في توزيع المساعدات الأممية وغياب المواد الأساسية من الأسواق.

وبحسب نشطاء ومختصين في الأمن السيبراني، فإن ما يجري هو مخطط مدبر بإشراف الاحتلال الإسرائيلي، يهدف إلى تفكيك السلم الأهلي، ودفع غزة إلى الانهيار الاجتماعي في ظل المجاعة والحصار.

إدانات شعبية وتحركات عائلية

وقوبلت هذه الأعمال برفض واستنكار شعبي واسع، حيث أصدرت عائلات بارزة، مثل عائلة الغول، وشعت، والمدهون، وزقوت، وغيرها..، بيانات شجب، داعية أبناءها للمشاركة في حماية المنشآت الحيوية، مثل مستشفى حمد للأطراف الصناعية.

كما دعت عائلات ومخاتير لتشكيل لجان شعبية لتأمين الأحياء.

وعي مجتمعي يتصدى للفوضى

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل شهادات تؤكد أن منفذي السرقات مسلحون، وبعضهم شوهد سابقاً يقتحم مقار الإغاثة.

وانتقد الناشط أحمد الهمص مزاعم الجوع كمبرر للنهب قائلاً: “الجائع لا يحمل سلاحاً، ولا يسرق معدات ومركبات”.

ووصف الناشط عبد الله سالم، الذي فقد 183 شهيداً من عائلته، من يدافع عن السرقات بأنهم “خونة يقدمون كرامتهم هدية للاحتلال”، مؤكدًا أن هذه الجماعات تنفذ أجندات معادية للمجتمع الغزي.

حرب إلكترونية موازية لتبرير الجرائم

وحذر نشطاء رقميون من حملة تضليل تقودها وحدة الاستخبارات الإسرائيلية “8200”، عبر حسابات وهمية على فيسبوك بأسماء مثل “مواطن مظلوم” و”حور العين”، مهمتها تبرير السرقات وتأجيج الفوضى.

وحذر منشىء المحتوى الرقمي علاء الهندي من الانخداع بهذه الحملات التي تروج لسرقة البسطات والمستودعات، وتغذي روايات الاحتلال.

دعوات لتوحيد الصفوف ومواجهة المخطط

واقترح الناشط محمد الترتوري تشكيل لجان حماية شبابية في كل حي، والتوجه للمخاتير لإلزام التجار بخفض الأسعار تحت طائلة سحب الغطاء العشائري.

كما شدد على أهمية تفعيل الدفع البنكي والرقابة المجتمعية على حركة البيع.

وشدد المهندس عبد الفتاح عبيد، خبير أمن المعلومات، على أن “سرقة الطحين والسكر ليست عفوية، بل منظمة ومخطط لها”، ودعا إلى الإبلاغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة.

وتأتي هذه الجرائم في ظل استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 18 مارس/آذار 2025، بعد هدنة مؤقتة، لتتجدد المجازر، الحصار، وتجويع المدنيين ضمن سياسة ممنهجة لإبادة السكان.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل الاحتلال أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 14 ألفاً في عداد المفقودين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى