تسريبات هاليفي.. الإقرار الإسرائيلي الأكبر بقوة ضربة حماس

تمثل التسجيلات الصوتية المسربة لرئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق هرتسي هاليفي الإقرار الإسرائيلي الأكبر بقوة ضربة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” خلال تنفيذها هجوم طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وجاء هذا الإقرار بتصريحات مسربة ليثبت من جديد عظمة عملية حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وتمكنها من توجيه أشد ضربة لدولة الاحتلال منذ تأسيسها عام 1948، بما في ذلك ما مارسته من خداع استراتيجي.
وقال هاليفي في تسجيلات نشرتها إذاعة الجيش الإسرائيلي: “ليس لدي خيار سوى الإشادة بحماس على الخداع الذي مارسته ضدنا قبل السابع من أكتوبر”.
وأضاف “لقد استغلوا أعمال شغب حماس والتركيز على القضايا الإنسانية لتهدئتنا والتحضير للهجوم، وقد نجحوا في ذلك”.
وبـ “أعمال الشغب”، كان هاليفي يشير إلى الاحتجاجات الفلسطينية في السنوات السابقة بالقرب من السياج الحدودي لقطاع غزة.
وطالبت هذه المظاهرات، المعروفة باسم مسيرة العودة الكبرى، بحق العودة للاجئين النازحين في عام 1948 وإنهاء الحصار على غزة.
واعترف هاليفي قائلا: “في كل التدريبات التي أجريناها وكل المناقشات التي أجريناها، لم نتخيل أبدا أن 5% فقط من ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول يمكن أن يحدث”.
اعترافات رئيس الأركان المستقيل، سُرّبت وفقاً لصحيفة معاريف من اجتماع شارك فيه هليفي، وقائد المنطقة الجنوبية المنتهية ولايته، يارون فينكلمان، مع سكان مستوطنة “نير عوز”، يوم الخميس الماضي؛ حيث استعرضا أمامهم نتائج التحقيق في أداء الجيش خلال الهجوم على مستوطنتهم التي سّجلت أعلى نسبة من القتلى والمحتجزين، حيث قُتل أو احتجز ربع سكانها.
وفي يناير/كانون الثاني، أعلن هاليفي استقالته، متحملاً مسؤولية الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قبل أن يستقيل رسمياً في السادس من مارس/آذار.
وقال هليفي في رسالة استقالته: “لقد فشل الجيش الإسرائيلي تحت قيادتي في أداء مهماته المتمثلة في حماية مواطني إسرائيل. ولا تزال مسؤوليتي عن هذا الفشل الذريع ترافقني كل يوم، وكل ساعة، وستظل كذلك طيلة حياتي”.
وفي يوم السابع من أكتوبر 2023، استهدفت حماس قواعد عسكرية ومستوطنات قرب غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1200 جنديا ومستوطنا إسرائيليا وأسر نحو 250 آخرين.
وأكدت حركة حماس أن عملية طوفان الأقصى هي رد على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك”.
ووصف مسؤولون إسرائيليون الهجوم بأنه الفشل الاستخباراتي والعسكري الأبرز في البلاد، حيث ألحق أضرارا بالغة بالسمعة الإسرائيلية العسكرية والأمنية العالمية.