تحليلات واراء

هديل عويس عميلة الموساد للترويج للتطبيع والتحريض على المقاومة

تبرز السورية هديل عويس كأحد أبرز عملاء جهاز الموساد الإسرائيلي على الساحة الإعلامية العربية للقيام بمهمة الترويج للتطبيع مع الاحتلال في الدول العربية والإسلامية والتحريض على المقاومة في فلسطين وغيرها.

عويس هي مراسلة سابقة لصحيفة الرياض السعودية، وسبق أن نشرت مدونات في الموقع الالكتروني لقناة الجزيرة قبل أن تطلب الظهور على شاشاتها وهو أمر تم رفضه من إدارة القناة.

وبحثا عن مصالح شخصية وامتيازات مالية، لجأت عويس إلى إحضان دولة الاحتلال الإسرائيلي ودول التطبيع العربي وباتت من أكثر الأصوات الإعلامية العربية الداعمة للتطبيع بعد أن جرى استقطابها وإسقاطها في ولاية ميرلاند الأمريكية التي تسكن فيها مع زوجها “عهد الهندي” سيء السمعة.

إذ أن الهندي كان معتقلا سابقا لدى النظام السوري بتهمة العمالة للاحتلال، وقد التقى عويس في الولايات المتحدة وتزوجا قبل أن تضع أول مولود لهما بعد ستة أشهر من الزواج.

بوق إعلامي للتطبيع

فتحت الأبواب مشرعة أمام عويس للتدرب في معهد واشنطن الذي سعى لتأهيلها وتصديرها لوسائل إعلام إسرائيلية وعربية، وباتت منذ ذلك الوقت تظهر بشكل دائم على شاشة التلفزيون الإسرائيلي لتروج للتطبيع وتحرض على المقاومة.

ويشار إلى أن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى (The Washington Institute for Near East Policy) هو معهد بحث أمريكي تأسس في 1985 من قبل لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية المعروفة اختصارا بأيباك ويقع مقره في واشنطن، وهو ما يفضح العلاقة المباشرة بين المنظمة اليهودية وخلية افيحاي.

وتترأس عويس إدارة تحرير منصة جسور نيوز، وهي منصة ممولة من الإمارات العربية المتحدة، متخصصة في التواصل مع خلية افيحاي وتدفع لهم مبالغ مالية ضخمة مقابل النشر لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية.

وتمثل تجربة هديل عويس ومنصة “جسور” نموذجاً متطوراً للحرب الناعمة التي تشنها إسرائيل ضد المجتمعات العربية، خاصة في لبنان وسوريا. بينما تقدم المنصة نفسها كجسر للتواصل والسلام، فإن حقيقة عملها تكشف عن محاولة منهجية لتغيير العقليات العربية تمهيداً للتطبيع الشامل، مستغلةً الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.

من هي هديل عويس؟

كاتبة وصحفية سورية ولدت في عام 1993، تم اعتقالها من قبل نظام الأسد في سن الثامنة عشر عام 2011 بسبب مشاركتها الفاعلة في الأيام الأولى للاحتجاجات السورية.

في عام 2012، ساعدها وفد أمريكي في جنيف على الانتقال إلى الولايات المتحدة حيث استقرت وبدأت مسيرتها الإعلامية.

تعمل عويس حالياً كباحثة في مشروع “فيلوس” (Philos Project) الذي يركز على الشرق الأوسط، وهي متخصصة في الدراسات السياسية.

كما أنها قدمت تحليلات للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط لصالح شبكات عربية كبرى، ونشرت تقارير عن اليهود السفارديم والمزراحيم من خلال منصة @JIMENA.

منصة جسور: الواجهة والجوهر

تقود هديل عويس منصة “جسور” التي تقدم نفسها كمنصة للتواصل والحوار، لكن تقارير عدة تكشف عن طبيعة أخرى للمنصة.

إذ أن المنصة تتلقى تمويلاً من جهات مرتبطة بما يعرف بـ”خلية أفيحاي”، وهي وحدة إسرائيلية متخصصة في الحرب النفسية والتأثير على الرأي العام العربي.

وتعتمد المنصة على دفع أموال لناشطين ومدونين ومؤثرين عرب مقابل نشر محتوى متعاطف مع إسرائيل، مع التركيز بشكل خاص على اللبنانيين والسوريين.

يضاف إلى أن عمل المنصة على إنتاج محتوى يبرز الجوانب “الإيجابية” لإسرائيل مثل التطور التكنولوجي والديمقراطي، وتشجيع الحوار مع “إسرائيل” تحت شعار “ثقافة السلام”، فضلا عن تشويه صورة فصائل المقاومة للاحتلال والدول الداعمة لها لا سيما إيران.

كما تركز المنصة بشكل خاص على المجتمعين اللبناني والسوري، مستغلة الأوضاع الصعبة فيهما لترويج فكرة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي قد تكون “حليفاً أفضل” من إيران أو النظام السوري.

أدوات التأثير والنشر

تعتمد منصة “جسور” على عدة أدوات للتأثير في الرأي العام:

الشبكات الاجتماعية: تستغل المنصة منصات مثل تويتر وفيسبوك لنشر قصص إنسانية عن تعامل إسرائيل “الإيجابي” مع السوريين، مثل تقديم الرعاية الصحية للنازحين السوريين.

العلاقات العامة: تنظم المنصة لقاءات وحوارات بين مثقفين عرب ونظرائهم الإسرائيليين، مع التركيز على نقاط الالتقاء الثقافية والتاريخية بين اليهود والعرب.

الإعلام البديل: تنتج المنصة محتوى مرئياً ومسموعاً بلغة عربية مبسطة موجهة للشباب، متجنبة المصطلحات السياسية التقليدية المرتبطة بالصراع.

التمويل المباشر: تقدم المنصة منحاً وفرص عمل لناشطين ومدونين مقابل تبني خطاب متعاطف مع “إسرائيل”، خاصة في لبنان وسوريا.

ووفقاً لتحليلات عدة، نجحت منصة “جسور” في تحقيق بعض أهدافها:

تغيير الصورة النمطية: ساهمت في كسر الصورة النمطية عن دولة الاحتلال لدى شريحة من الشباب العربي، خاصة عبر عرض النموذج الديمقراطي والتكنولوجي الإسرائيلي.

ترويج سردية جديدة: عملت على ترسيخ فكرة أن الخطر الحقيقي في المنطقة يأتي من إيران وليس دولة الاحتلال الإسرائيلي، مستغلة الصراعات في سوريا ولبنان.

إضعاف ثقافة المقاومة: سعت إلى تقويض ثقافة المقاومة في لبنان وسوريا عبر تسليط الضوء على “إخفاقات” محور الممانعة.

وفي ضوء كل ما سبق فإن هديل عويس سخرت نفسها أداة لتنفيذ أجندة إسرائيلية تهدف لتطبيع العلاقات مع الدول العربية قبل تحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، فضلا عن تورطها الصريح في استغلال معاناة الشعوب العربية، خاصة السورية واللبنانية، لترويج أجندة التطبيع.

ويتم كل ذلك في ظل نهج من الفساد المالي وعدم الشفافية بما في ذلك عدم الإفصاح عن مصادر التمويل والعلاقة المباشرة مع جهات إسرائيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى