معالجات اخبارية
أخر الأخبار

هل يلمّع ناصر اللحام حسين الشيخ طمعًا بالمنصب؟

في الوقت الذي يواجه فيه الفلسطينيون أزمات وجودية غير مسبوقة في الضفة وغزة، يطلّ ناصر اللحام، رئيس تحرير وكالة “معا” الإخبارية، مجددًا بمقال صحفي يثير الجدل، ليس لمضمونه السياسي، بل لطابعه التملقي الذي بدا أقرب إلى طلب وظيفة منه إلى ممارسة مهنية حقيقية.

اللحام، الذي لم يُعرف بمواقفه المعارضة للسلطة الفلسطينية أو المتضامنة بصدق مع الشارع، كتب مقالاً تمجيديًا بعنوان: “ويسأل الناس: هل تتوقف الحرب مع انتخاب حسين الشيخ نائبا للرئيس؟”، أثنى فيه على حسين الشيخ بطريقة اعتبرها كثيرون نوعًا من التسحيج السياسي المكشوف. فهل كان ذلك مدفوعًا بموقف شخصي؟، أم طمعًا بمنصب طالما راوده؟.

ناصر اللحام والترويج السياسي

وفي مقابلة تلفزيونية، لم يخفِ اللحام أنه تواصل مع حسين الشيخ بعد تعيينه نائبًا لرئيس السلطة الفلسطينية، مهنئًا إياه ومطالبًا ببعض التصريحات الصحفية. لكن اللافت لم يكن الاتصال، بل ما تلاه من مقال مفعم بالتزلف والدعاية الشخصية.

وفي مقاله، يصف اللحام الشيخ بأنه “رجل التسويات الأول”، ليس فقط داخل فتح والسلطة، بل مع إسرائيل والدول العربية، مضيفًا: “لا يستخدم الشعارات الكبيرة الهجومية وإنما يسعى إلى توازنات براغماتية”.

وهذا التوصيف بدا للكثيرين وكأنه محاولة مكشوفة للتموضع، خاصة مع الحديث المتداول عن تعديلات وزارية قريبة، قد تشمل وزارة الإعلام، وهو المنصب الذي يطمح إليه اللحام منذ سنوات.

مقال أم رسالة توظيف غير مباشرة؟

ويظهر من خلال المقال أن اللحام لم يكن مهتماً فقط بتحليل سياسي، بل بتقديم نفسه كـ”شاهد تاريخي” على شخصية حسين الشيخ، إذ كتب:”أنا أعرفه حين كان ممثلاً للأسرى في المعتقلات… وكلما صادفته أقول له إننا لا نزال أسرى ولكن في سجن كبير”.

وفي عرض غير معتاد من صحفي يُفترض أنه مستقل، استعرض اللحام المهام “المستحيلة” الملقاة على عاتق الشيخ، داعيًا في نهاية المقال إلى منحه فرصة دون انتقاد:”سوف يجد حسين الشيخ عشرات الآلاف يمتدحونه، ومئات الآلاف سوف يهاجمونه… ولكنه اليوم فقد فانتازيا الاختيار”.

تسحيج إعلامي

وما كتبه ناصر اللحام عن حسين الشيخ ليس مقال رأي عابر، بل بيان تمجيدي صريح، يُضاف إلى سلسلة طويلة من محاولات التودد للسلطة أملاً في الوصول إلى حقيبة إعلامية طالما حلم بها.

وفي كل مرة يقترب فيها تعديل وزاري، يعود اللحام ليغدق بالمديح على أحد أركان السلطة، وكأن الكلمة عنده لم تعد وسيلة كشف، بل ورقة اعتماد سياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى