معالجات اخبارية
أخر الأخبار

بين دماء غزة وافتتاح “آيكون مول”.. من هو غاندي جابر ولماذا تحميه السلطة؟

في مشهد احتفالي صاخب وسط أضواء فاخرة وعروض موسيقية، افتُتح “آيكون مول” في بلدة سردا شمال رام الله، ليُعدّ المشروع التجاري الأضخم في الضفة الغربية.

الحدث، الذي شهد حضورًا رفيع المستوى من شخصيات السلطة الفلسطينية وقيادات من حركة فتح، كان مليئًا بالجدل بسبب توقيته وسط العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

بينما كانت غزة تشهد مجازر ودمارًا واسعًا، كان في رام الله احتفال فاخر يُظهر فجوة عميقة بين النخبة السياسية والمعاناة اليومية للفلسطينيين في القطاع.

غاندي جابر رجل الأعمال المدان دوليًا

والجدل حول “آيكون مول” لم يقتصر على توقيت الافتتاح فقط، بل أيضًا على هوية صاحب المشروع، غاندي جاسر جابر.

فقد كشفت تقارير رسمية صادرة عن وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA) أن جابر مدرج على قائمة المطلوبين دوليًا بتهم تتعلق بتهريب كميات ضخمة من المخدرات.

والمعلومات حول هذا الملف تم توثيقها رسميًا على موقع الوكالة، مما يثير تساؤلات حول كيفية تمكنه من إدارة مشاريع تجارية ضخمة رغم وضعه القانوني المُثير للشكوك.

علاقات نافذة تحميه داخل السلطة

وتشير معلومات إلى أن غاندي جابر يتمتع بعلاقات قوية داخل السلطة الفلسطينية، حيث تربطه صلات وثيقة مع كبار المسؤولين، أبرزهم حسين الشيخ، الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأحد أبرز قادة حركة فتح.

كما يرتبط بعلاقة قوية مع ياسر عباس، نجل الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وهذه العلاقات كانت أساسية في “تغطية” وضعه القانوني وتمكينه من إدارة مشاريع تجارية ضخمة رغم إدراجه على قائمة المطلوبين دوليًا.

لقاءات سرية مع الإسرائيليين

وتشير المصادر إلى أن غاندي جابر أجرى لقاءات غير معلنة مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين، من خلال قنوات التنسيق الأمني، بوساطة حسين الشيخ.

والهدف من هذه اللقاءات كان تسوية وضعه القانوني، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول دور التنسيق الأمني في تسهيل نشاط رجال الأعمال المطلوبين دوليًا.

وهذه العلاقات تجعل من غاندي جابر مثالًا حيًا على تداخل المصالح السياسية والاقتصادية في المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية.

آيكون مول

وسرعان ما تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة غضب عارم، حيث اعتبر الكثيرون أن افتتاح “آيكون مول” في هذا التوقيت هو تجسيد لفجوة كبيرة بين السلطة والشعب الفلسطيني.

في حين يُعاني قطاع غزة من المجازر والمأساة الإنسانية، يُحتفل في الضفة الغربية بافتتاح مول فاخر بتكلفة ملايين الدولارات.

وهذا الحدث أشعل نقاشًا واسعًا حول انفصال السلطة الفلسطينية عن واقع الشعب الفلسطيني، لا سيما في ظل الوضع الكارثي في غزة.

 سياسة احتواء وحماية

ولم تُصدر السلطة الفلسطينية أو أي جهة أمنية توضيحًا حول الوضع القانوني لغاندي جابر، أو ردها على ما أُثير بشأن إدراجه على قائمة المطلوبين دوليًا من قبل وكالة DEA.

وهذا الصمت الرسمي يُفسر على أنه جزء من سياسة “الاحتواء” التي تحيط بهذا الملف الحساس، خاصة في ظل الصلات المباشرة لجابر مع كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية.

وما جرى في بلدة سردا لم يكن مجرد افتتاح لمركز تجاري فاخر، بل كان تجسيدًا صارخًا لانفصال السلطة الفلسطينية عن معاناة شعبها، واستهتارًا بمشاعر الفلسطينيين الذين يُذبحون يوميًا في قطاع غزة.

لقد اختارت السلطة أن تحتفل وسط مشاهد الإبادة، في لحظة كان يُفترض أن تكون عنوانًا للتضامن والحداد، فسقطت أخلاقيًا وسياسيًا أمام دماء الأطفال والنساء تحت الأنقاض.

وفي ظل تصاعد المجازر والدمار في غزة، تحوّلت مشاريع فاخرة مثل “آيكون مول” إلى رمز فاضح لاستهتار السلطة، وانغماسها في حماية مصالحها، على حساب شعبها المحاصر والمنكوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى