معالجات اخبارية

مسئول أممي: أزمة الغذاء في غزة الأكثر شدة في التاريخ

أكد مسئول في الأمم المتحدة أن أزمة الغذاء في قطاع غزة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 11 شهرا، لا تزال الأكثر حدة في تاريخ التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية.

وقال ماكسيمو توريرو كبير الخبراء الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، إن سكان قطاع غزة البالغ عددهم ما يقرب من 2.2 مليون شخص ما زالوا في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة.

وقد اشتدت حدة الأزمة، حيث عانى نصف السكان من المجاعة خلال هذه الفترة ارتفاعا من ربع السكان خلال الفترة من كانون الأول/ديسمبر 2023 وشباط/فبراير 2024، بحسب توريرو.

وتشير التوقعات إلى انخفاض هذه النسبة إلى 22% من السكان – أي حوالي 495 ألف شخص، خلال الفترة بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر 2024، في وقت لا تزال مخاطر المجاعة قائمة بفعل القيود الإسرائيلية على إدخال الإمدادات الإنسانية.

سوء تغذية حاد

أفاد مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا” بأن شركاء مجموعة التغذية يواصلون إجراء فحوصات في الملاجئ والمرافق الصحية في جميع أنحاء قطاع غزة للوقوف على أعراض سوء التغذية.

وذكر المكتب أنه منذ منتصف يناير، تم فحص ما مجموعه 280,591 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهرًا بحثًا عن سوء التغذية، بما في ذلك 168,000 في الأشهر الثلاثة الماضية.

وعلى الرغم من الزيادة الكبيرة في عدد الفحوصات التي أجريت، فإن الهدف المتمثل في فحص كل طفل في غزة مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر لا يزال بعيدًا عن التحقيق.

ومن بين جميع الأطفال الذين تم فحصهم، تم تشخيص 18,239 طفلاً بسوء التغذية الحاد، منهم 14,243 يعانون من سوء التغذية الحاد المتوسط ​​و3,811 يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، بما في ذلك 145 يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد مع مضاعفات طبية.

الدخول المحدود للإمدادات

قال المكتب الأممي إن الدخول المحدود للإمدادات الإنسانية بفعل القيود الإسرائيلية وفقدان القدرة على الوصول إلى المستودعات يجعل نقل وتخزين الإمدادات الغذائية الثقيلة أمراً صعباً، وخاصة في المناطق ذات البنية التحتية والموارد المحدودة.

وأكد أن النزوح المستمر يعطل الوصول إلى مواقع التغذية ودورات التوزيع؛ مما يعيق قدرة المنظمات الدولية على الحفاظ على تقديم الخدمات بشكل مستمر.

وبسبب أوامر الإخلاء المتكررة، أصبح تنسيق الدعم الغذائي للسكان النازحين حديثًا الذين يصلون إلى ملاجئ جديدة أمرًا معقدًا. إن مراقبة حالات سوء التغذية، وخاصة الأطفال، أمر صعب عندما يضطرون إلى الانتقال إلى مواقع أخرى بحثًا عن الأمان.

الأمن الغذائي

اعتبارًا من 2 سبتمبر، كان هناك 14 مخبزًا مدعومًا من الشركاء الإنسانيين يعملون في قطاع غزة – واحد في خان يونس، وسبعة في دير البلح، وأربعة في مدينة غزة واثنان في جباليا.

وقد استأنف مخبز واحد في دير البلح عملياته في 26 أغسطس بعد إغلاقه لأكثر من أسبوعين بسبب نقص غاز الطهي. وأعيد فتح مخبز آخر في خان يونس في 21 أغسطس، بعد إغلاق دام ما يقرب من ثمانية أشهر بسبب الهجمات الإسرائيلية.

وبحلول نهاية شهر أغسطس/آب، تم توفير نحو 450 ألف وجبة مطبوخة في 130 مطبخاً يومياً للأسر في مختلف أنحاء القطاع ــ وهو انخفاض بنسبة 35% مقارنة بما يصل إلى 700 ألف وجبة تم توفيرها في أكثر من 200 مطبخ في أوائل شهر يوليو/تموز.

ويعزى هذا إلى أوامر الإخلاء المتعددة التي أصدرتها القوات الإسرائيلية، حيث اضطر ما لا يقل عن 70 مطبخاً إلى تعليق تقديم الوجبات المطبوخة أو الانتقال إلى مكان آخر.

وعلاوة على ذلك، فإن الدخول المحدود للمساعدات الإنسانية إلى وسط وجنوب غزة لا يزال يؤدي إلى نقص حاد في الإمدادات الغذائية وغاز الطهي.

ولم يحصل أكثر من مليون شخص على أي حصص غذائية في شهر أغسطس/آب في جنوب ووسط غزة. وإذا لم يتحسن تدفق المساعدات الإنسانية وظروف الوصول على الفور، فإن الاستجابة للأمن الغذائي سوف تتعرض لمزيد من المخاطر.

وتفتقر المنظمات الدولية إلى مخزونات كافية من الغذاء لتلبية الاحتياجات للشهر الثاني على التوالي ولن يتمكنوا إلا من توفير طرد غذائي واحد للأسر في وسط وجنوب غزة خلال دورة التوزيع في سبتمبر/أيلول.

وقد أدت القيود الإسرائيلية المفروضة على الوصول إلى نقص حاد في السلع الإغاثية اللازمة لدعم العمليات، مما زاد من خطر تلف وإصابة الإمدادات الغذائية العالقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وأكد المكتب الأممي أن الاستجابة المتكاملة متعددة القطاعات ضرورية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي، وخاصة خلال فصل الشتاء القادم. ولا بد من معالجة احتياجات الشتاء في القطاعات الأخرى، بما في ذلك المأوى والمياه والصرف الصحي والصحة والخدمات اللوجستية، على وجه السرعة لتحسين الاستجابة للأمن الغذائي.

ومن المتوقع أن تتفاقم أزمة الطاقة في الأشهر المقبلة مع اقتراب فصل الشتاء وموسم الأمطار. ويستمر نقص الطاقة اللازمة للطهي في إجبار الأسر النازحة على حرق الأخشاب من النفايات، مما يعوق إعداد الطعام بشكل سليم وتناول التغذية، ويؤدي إلى تفاقم المخاطر الصحية والحماية، ويسبب مخاطر بيئية.

وقد أدى نقص دخول الإمدادات التجارية إلى شمال غزة لأكثر من ثلاثة أشهر إلى غياب شديد لمصادر البروتين مثل اللحوم والدواجن، مع توفر أنواع قليلة فقط من الخضروات بأسعار باهظة.

إن عدم دخول البذور والأسمدة وغيرها من مستلزمات إنتاج الماشية والمحاصيل يشكل عقبة رئيسية تعوق استعادة الإنتاج الغذائي المحلي في غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى