رسالة قاسية من قيادي في فتح لعباس: الحركة أصبحت من التاريخ!
وجه قيادي في حركة “فتح” رسالة قاسية إلى رئيس الحركة ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية محمود عباس حذر فيها من أن الحركة “أصبحت من التاريخ، وياليتها ذهبت مع الريح”.
وكتب اللواء منذر ارشيد القيادي في فتح رسالة سأل فيها عباس “كيف هانت عليك أم الولد وأنت أحد مؤسسيها”، تناول فيه تعاظم مظاهر الفرقة والانقسام داخل فتح في مرحلة هي الأشد خطورة على القضية الفلسطينية.
وقال ارشيد مخاطبا عباس: “لنعتبرها رسالة محبة، هكذا كنا في فتح وقانون المحبة كان يجمعنا ولو بكلمة طيبة مهما كانت الإساءة”.
وأضاف “لكننا اليوم ما عدنا نحب بعض لا بل ننتظر هفوة او خطأ ما لكل أخ كي نلعن سنسفيله، وقد تم الدوس على قانون المحبة وأصبحنا في الحركة الإخوة الأعداء. !؟.
وجاء في الرسالة “سنوات مضت والرئيس أبو مازن (عباس) وهو ثابت على الثوابت، حسب وجهة نظره، فالثابت لا لقانون محبة ولا عفو ولا سلام ولا وحدة داخل فتح”.
سياسة استجداء نتنياهو
وقال ارشيد موجها كلامه إلى عباس “بينما أضعت الوقت يا ريس في مناشده العدو النتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) وأنت تقول له: هذه يدي ممدودة لك للسلام وجربني .. ولكن نتنياهو لم يعبر مناشداتك ولم يرد عليك سوى بالقول أنت تقود سلطة ارهابية.”.
وأضاف “غريب أمرك يا ريس وأنت رئيس السلطة رئيس المنظمة ورئيس فتح، وعقدان من الزمن رغم كل الظروف التي مرت على شعبنا وسنوات كانت هادئة تماما وقد كانت فرصة لك للتجربة لا بل للتجارب لعل وعسى أن تعيد الحركة إلى قوتها من خلال توحيدها وجمع شمل أبنائها”.
وتابع ” إلا أنك كنت تصر على اللاءات الثلاثة التي اعتمدها مؤتمر الخرطوم وهي أن لا صلح لا تفاوض ولا اعتراف، وقد تخلى العرب عن تلك اللاءات، إلا أنت استعمتلها وثبت عليها وبعناد مع أبناء الحركة وظلت فتح مشرذمة إلى وقتنا الحاضر”.
وانتقد ارشيد رفض عباس إتمام المصالحة الداخلية في حركة فتح “إن من أخرجوا من فتح لم يكسروا عظما بل حاولوا بكل الطرق العودة ولكنهم لم يلاقوا إلا بابا مغلقا”.
وقال إن أهم ما كان في ثقافة الحركة قانون المحبة، فكيف وأصبحت اللغة (هيك وهيك لأخت) جهة هنا وجهة هناك، والمقصود بهذا ..رفاق لك من قلب القيادة؟”.
وأضاف “على الرغم من أني لست متفائلا بعودة فتح موحدة ، ولكني أدعوا الله أن تتم.. لعلها تعود كنصف ما كانت عليه ايام الزمن الجميل، ففتح قوتها في وحدتها ولكن هل حتى اذا توحدت ستعود كما كانت؟”.
فتح المشلولة المغيبة
وتساءل ارشيد “هذه الحركة التي كانت القائد في الميدان اين هي الآن..!؟ أين هي ومر عاماً كاملاً على الحرب على غزة والحركة مشلولة بينما كانت في الماضي القريب دائماً في الميدان مع أقل سلوك للعدو حتى ولو اعتداء على شخص واحد !؟ فكيف أمام ذبح الالاف من ابناء شعبك في غزة؟”.
وأضاف “مر عام وما يزيد وقد أبيد أهلنا في غزة ولم تخرج مظاهرة كبيرة في رام الله ، اللهم من خمسة أشخاص يقودهم راهب مسيحي ورجل مسن وسيده فاضلة.. لهم كل التحية والإكبار!”.
وتابع “ربما تستطيع الآن لم الشمل الحركي، ولكن هل تستطيع إعادة الثقة للجمهور العريض الذي كان يدعم الحركة التي سجلت اسمها بحروف من ذهب لما كان فيها من قوة وعزم وتضحية وفداء ..وقد أصبحت الآن حركة سلطوية تعاقب كل من قال كلمة حرة ونحن نرى الرأي العام والكل ينتقد السلوكيات السلبية ..(ألا تسمعوا رأي الناس).!؟
وأشار ارشيد إلى ما تردد مؤخرا من “نشاط محموم لإعادة اللحمة الحركية”، وقال “هذا شيء جيد ولو أنه متأخراً، ولو أنه بسبب الضغوط المتعددة الجهات، لا بل ضغط مما وصلت اليه الأمور بسبب غزة “.
وأضاف “الآن وبعد أن أصدرت مرسوما رئاسياً معترفاً خلاله بالقضاء والقدر أطال الله في عمرك المديد، لعلك تشهد الحرب العالمية الثالثة.. والرابعة وتُحدث أحفاد أحفادك عن جيلٍ فلسطيني تاه بين البساطير..!”.
ووفي خطوة وصفت بأنها مثيرة للجدل وغير دستورية، أصدر عباس إعلاناً دستورياً يقضي بنقل مهام الرئاسة إلى رئيس المجلس الوطني حال شغور المنصب.