جيش الاحتلال يسجل في أكتوبر أكبر حصيلة خسائر لجنوده طوال 2024
سجل جيش الاحتلال الإسرائيلي أكبر حصيلة خسائر لجنود خلال تشرين أول/أكتوبر المنقضي طوال عام 2024 من حيث عدد القتلى العسكريين وسط استمرار القتال العنيف في جنوب لبنان وقطاع غزة.
وقُتل ما لا يقل عن 62 جنديًا منذ بداية أكتوبر، وفقًا للأرقام الرسمية، مما يجعل هذا الشهر الأكثر دموية بالنسبة للجيش الإسرائيلي منذ ديسمبر الماضي عندما قُتل 110 جنود في ذروة حرب الإبادة على قطاع غزة.
كما يشير هذا إلى زيادة حادة في عدد القتلى المسجلين مقارنة بالأشهر الأخيرة. فقد سجل الجيش الإسرائيلي تسعة قتلى فقط في سبتمبر/أيلول، و63 قتيلاً في المجموع بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب.
ضربات المقاومة
قُتل ما لا يقل عن 35 جنديًا إسرائيليًا في جنوب لبنان أو على الحدود اللبنانية منذ بدء دولة الاحتلال عملية غزو بري في بداية الشهر في تصعيد لحربها ضد حزب الله الذي قال إنه قتل أكثر من 90 جنديًا إسرائيليًا خلال الشهر المنقضي.
وقتل 19 جنديا على الأقل هذا الشهر في قطاع غزة رغم تصعيد الاحتلال حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في شمال القطاع.
وتستند هذه الأرقام إلى معلومات رسمية نشرت على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية تشير إلى إجمالي 780 قتيلاً عسكرياً، بما في ذلك مئات القتلى خلال هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في جنوب دولة الاحتلال.
وتشمل القائمة ما لا يقل عن 365 جنديا مسجلين على أنهم “سقطوا في القتال” في غزة ولبنان والضفة الغربية المحتلة، فضلا عن أولئك الذين قتلوا في هجمات صاروخية أو هجمات أخرى داخل دولة الاحتلال، وآخرين لقوا حتفهم في حوادث طرق.
ولكن العديد من الجنود لا يتم تحديد هويتهم إلا من خلال أسمائهم ورتبهم ووحدتهم دون مزيد من التفاصيل حول ظروف مقتلهم فضلا عن إخفاء مصرع آخرين.
وتشير الأرقام الجديدة التي أصدرتها إدارة إعادة التأهيل التابعة للجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع إلى زيادة حديثة في عدد الجنود الجرحى الذين يحتاجون إلى علاج طبي. ففي يوم الثلاثاء، قالت الإدارة إنها استقبلت 910 جنود أصيبوا بجروح هذا الشهر في لبنان.
المعلومات المتعلقة بالخسائر البشرية تخضع لرقابة مشددة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث تخضع وسائل الإعلام لرقابة عسكرية صارمة.
وقد دفع هذا البعض إلى التساؤل عما إذا كانت الأرقام الرسمية قد تكون أقل من الحجم الحقيقي للخسائر التي تكبدتها القوات الإسرائيلية في غزة ولبنان.
وفي مقابلة على القناة 12 يوم الاثنين، قال زعيم المعارضة يائير لابيد إن 890 جنديًا قُتلوا وأصيب 11 ألفًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وأضاف لابيد “هناك حدود لمدى قبولنا للحقائق البديلة”.
وفي دفاعه عن أرقامه، رغم أنه لم يذكر مصدرها، أشار لابيد إلى المستشفيات الإسرائيلية التي يعالج فيها الجنود الجرحى: “إذا كانت لديكم شكوك حول هذا الرقم فاذهبوا إلى تل هاشومير، اذهبوا إلى إيخيلوف، اذهبوا إلى رامبام، اذهبوا إلى أقسام إعادة التأهيل”.
وفي أحدث أرقامها التي صدرت يوم الثلاثاء، قامت إدارة إعادة التأهيل بالجيش الإسرائيلي بتحديث العدد الإجمالي للجنود الذين قالت إنهم تلقوا العلاج منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي إلى حوالي 12 ألف جندي.
وقالت الوزارة إن نحو 14% من هؤلاء الجنود ـ أي نحو 1680 جنديا ـ يعانون من إصابات متوسطة أو خطيرة. وأضافت أن نحو 43% ـ أي نحو 5200 جندي ـ احتاجوا إلى العلاج من اضطراب ما بعد الصدمة أو مشاكل نفسية أخرى.
وفي الوقت نفسه، سلطت التقارير الإخبارية عن جنازات الجنود الذين قتلوا في لبنان انتباه الرأي العام على حزن الأرامل والأيتام، ودفعت البعض إلى التساؤل عما إذا كان الدعم الشعبي للحروب الإسرائيلية قد يتحول.
وفي مقال كتبه في صحيفة هآرتس يوم الاثنين، تساءل عاموس هاريل عما إذا كان ارتفاع عدد القتلى قد “يغير تدريجيا وجهة نظر الجمهور حول الحاجة إلى مواصلة الحرب”، كما حدث بعد العمليات الإسرائيلية السابقة في لبنان وغزة.
وكتب هاريل “إن الحكومة تصور سلسلة النجاحات العسكرية الأخيرة في قطاع غزة وإيران ولبنان على أنها دليلا على أن استراتيجيتها كانت صحيحة وأن الحرب يجب أن تستمر على كل الجبهات”.
وتابع “ولكن في الواقع، من المستحيل تجاهل الثمن الذي قد يترتب على استمرار الحرب لفترة أطول”.
وذكرت تقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد، الثلاثاء، اجتماعا مع مسؤولين في الجيش ووزراء في الحكومة لبحث إمكانية وقف إطلاق النار في لبنان.
وقال مسؤول أمني كبير لموقع واي نت إن قادة الجيش يعتقدون بالفعل أنهم يقتربون من نهاية عمليتهم في لبنان.
ونقل عن المسؤول قوله “إنه إما اتفاق أو حرب استنزاف ومنطقة أمنية”.
وقال الصحافي الإسرائيلي ميرون رابوبورت إنه يعتقد أن التحول الواضح في موقف الجيش كان مبنيًا على مخاوفه من استمرار ارتفاع الخسائر طالما استمرت العمليات القتالية.
وأضاف رابابورت “إذا كان الجيش يقول الآن إن الحرب يجب أن تنتهي فذلك بسبب القتلى”.
وتابع “يقولون إن السبب هو الحفاظ على “الإنجازات” في لبنان، ولكن برأيي أن السبب هو الخوف من زيادة عدد الضحايا وتآكل الدعم الشعبي”.