معالجات اخبارية

مسئول إسرائيلي رفيع: “إسرائيل” أصبحت أكثر عزلة من أي وقت مضى

أكد مسئول إسرائيلي رفيع سابق أن “إسرائيل” أصبحت أكثر عزلة من أي وقت مضى وذلك في خضم حربها على قطاع غزة ولبنان وما ترتكبه من جرائم دموية بحق المدنيين وسعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى شن حرب مدفوعة بالمكاسب السياسية بدلا من المصلحة الوطنية.

وصرح إران عتصيون، الذي كان نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وهو جزء من مكتب رئيس الوزراء، بين عامي 2000 و2008 : “لقد دخلنا الآن حقبة من العزلة الدبلوماسية غير المسبوقة – مستوى غير مسبوق من العقوبات، سواء على الأفراد والمنظمات التي تشارك في المستوطنات وعنف المستوطنين، ولكن أيضًا حظر الأسلحة من قبل بعض الدول الغربية الرئيسية ، بما في ذلك إيطاليا وكندا والمملكة المتحدة”.

وأضاف عتصيون أن “إسرائيل” الآن في وضع حيث “يحتاج المراقب الخارجي إلى التمييز بشكل واضح بين النظام والشعب. لدينا نظام نتنياهو الذي يعمل ضد الأمن القومي والمصالح الوطنية بشكل عام، وهو نظام يكرهه معظم الإسرائيليين”.

وتخوض “إسرائيل” حرب إبادة جماعية منذ 13 شهرا في قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد أكثر من 43 ألف فلسطيني وجُرح ما لا يقل عن 100 ألف آخرين في القطاع، حيث تضررت أو دمرت معظم المباني والبنية الأساسية والأراضي الزراعية.

وفي سبتمبر/أيلول، أعلنت بريطانيا تعليق 30 ترخيصاً لتصدير الأسلحة إلى الحكومة الإسرائيلية لاستخدامها في غزة، وذلك بعد مراجعة مدى امتثال إسرائيل للقانون الإنساني الدولي.

كما علقت كندا نحو 30 تصريحاً لشحنات الأسلحة، ومنعت إيطاليا الشحنات. وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مؤخراً عقوبات جديدة على المستوطنين المتطرفين الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، والذين نفذوا هجمات ضد الفلسطينيين.

الحرب في غزة يجب وقفها

قال عتصيون، الذي شغل أيضًا منصب رئيس تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الإسرائيلية وترك الخدمة العامة في عام 2014 بعد 22 عامًا، إن الحرب في غزة “مروعة ويجب أن تتوقف”. وهو الآن يكتب عن السياسة لمراكز أبحاث مختلفة.

وذكر أن دول المنطقة يجب أن تعلن بوضوح أن أي استعداد مستقبلي للتطبيع والعمل مع “إسرائيل” على هيكل أمني إقليمي جديد وحل للصراعات يعتمد على استبدال نتنياهو.

وأضاف أن دول المنطقة “ينبغي لها أن تنضم إلى صفوف الجهات الفاعلة الدولية والإسرائيلية الأخرى التي تقول بوضوح تام إن هناك مصالح وطنية لإسرائيل والمنطقة، وهناك مصالح شخصية وسياسية وإجرامية لنتنياهو ونظامه، وهي لا تتوافق – بل تتناقض مع بعضها البعض تمامًا”.

وتابع “إن المخاطر عالية جدًا لدرجة أنه يتعين على هذه الدول أن تفكر بجدية في نشر هذه الرسالة. وسيكون ذلك لصالح بلدانها، والفلسطينيين، والمنطقة”.

وكشف المسئول الإسرائيلي السابق بأن هناك انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية حول معنى استمرار الحرب.

وقال “تضغط المؤسسة الدفاعية على الحكومة للاستفادة من التقدم العسكري الأخير، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى في غزة. لكن نتنياهو غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال”.

وأضاف أن “الحرب بالنسبة لنتنياهو ضرورة مطلقة لإدامة حكمه، واستكمال الانقلاب الاستبدادي، والتخلص من كل ما تبقى من المعارضة والإعلام الحر والمؤسسات الديمقراطية وما إلى ذلك”.

ومن المرجح أن يؤدي إنهاء الحرب على غزة إلى تجدد المعارضة للجهود التي بذلتها حكومة نتنياهو وحلفاؤها من اليمين المتطرف قبل الحرب لإقرار إصلاح قضائي كان من شأنه أن يمنح الحكومة السيطرة على المحكمة العليا.

وقد واجهت التغييرات المقترحة معارضة شرسة وأثارت احتجاجات كبرى في مختلف أنحاء دولة الاحتلال.

ومن شأن إنهاء الحرب أن يسمح أيضا بمساحة للتدقيق في تعامل نتنياهو مع الحرب وما إذا كان بوسعه أن يفعل المزيد لمنع هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وأظهرت استطلاعات الرأي في سبتمبر/أيلول أن المزيد من الإسرائيليين سيختارون رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت على نتنياهو، على الرغم من تحسن شعبية الأخير.

وقال عتصيون إن نتيجة الانتخابات الأميركية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني ستؤثر على مسار الحرب في غزة ولبنان، وقد يعني فوز الرئيس السابق دونالد ترامب تنسيقا أوثق مع روسيا واتفاقا يؤدي إلى إنهاء الصراع.

وأضاف إنه يتوقع “المزيد من نفس السياسة” إذا فازت نائبة الرئيس كامالا هاريس والديمقراطيون، مؤكدا أن إدارة الرئيس جو بايدن ارتكبت “أخطاء فادحة” بعدم إجبار نتنياهو على الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الذي طرحته في وقت سابق من هذا العام.

وتابع قائلا “أعتقد أن من مصلحة [السيدة هاريس] أن تتحرك بسرعة. وإذا كان لها أن تحقق أي قدر من النجاح، فيتعين عليها وعلى موظفيها أن يكونوا أكثر عدوانية وقسوة ضد نتنياهو”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى