رسالة من أمير سعودي إلى ترامب تفضح حقيقة السعودية اليوم
فضحت رسالة مفتوحة وجهها أمير سعودي هو تركي بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود إلى الرئيس الأمريكي العائد إلى البيت الأبيض دونالد ترامب تفضح حقيقة السعودية اليوم وحدة معاداتها للمقاومة في فلسطين ولبنان.
ويعد تركي بن فيصل آل سعود من أبرز وجود الدبلوماسية السعودية وشغل سابقاً رئيس الاستخبارات العامة السعودية بمرتبة وزير بين عامي 1977–2001، ثم أصبح سفيراً للمملكة في بريطانيا حتى عام 2005، وسفيراً لدى الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 2007.
وفي رسالته اعتبر الأمير تركي أن ترامب “حقق انتصارا رائعا ومتميزا في حملة انتخابية اتسمت بالحرب القانونية التي شنّت ضدك والهجوم اللفظي المثير للخوف الذي استهدف الشعب الأمريكي وحذّره من التصويت له”.
وقال الأمير تركي مخاطبا ترامب “لقد تغلّبت على تلك التحديات ومنحك الشعب الأمريكي ثقته من أجل قيادته إلى ما وعدت بتقديمه لهم ألا وهو (أمريكا أفضل)”.
تجاهل القضية الفلسطينية
تجاهل الأمير السعودي مواقف ترامب العدائية تجاه القضية الفلسطينية والحقوق العربية بما في ذلك الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وسيادة دولة الاحتلال على هضبة الجولان السوري المحتلة.
وأشار إلى أن ترامب عندما غادر البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2021، لم تكن هناك حرب في غزة، ولم تكن إيران وإسرائيل تطلقان الصواريخ على بعضهما البعض، ولم يكن الحوثيون يعترضون الشحن في باب المندب، ولم تكن هناك حرب أهلية في السودان.
وقال “نحن في حالة اضطراب أكثر مما كنا عليه عندما كنت تشغل الجناح الغربي في البيت الأبيض، فعلى الرغم من ان إسرائيل قطعت رأس قيادة كل من حماس وحزب الله، إلا أنّ حزب الله لايزال قادراً على قتل جنود إسرائيليين وإطلاق المقذوفات والذخائر الأخرى على إسرائيل”.
وتابع “وأعتقد أنّ الله قد أنقذ حياتك ليس للتعامل مع الموقف داخل الولايات المتحدة، والذي يواجه تحديات هائلة يتعين عليك التغلب عليها فحسب، ولكن لأنّ أميركا هي ما هي عليه، للعمل مع أصدقائك في السعودية وأصدقائك الآخرين في المنطقة، لمتابعة ما بدأته من قبل: جلب السلام الواضح، إلى الشرق الأوسط”.
وبدا واضحا أن الأمير تركي يستميت ترامب في ولايته الجديدة للتوسط من أجل إشهار التطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال دون اعتبار للقضية الفلسطينية وما تتعرض له من مخاطر.
زعم قائلا “إن السلام في فلسطين وبين (إسرائيل) وبقية العالمين العربي والإسلامي سوف يحرم أولئك الذين لا يريدون السلام من مبررات إشعال الحروب وتجنيد الشباب لآلة الحرب والإغراء الزائف بالشهادة”.
وأضاف مخاطبا ترامب “اغتنموا الفرصة للاستفادة من السنوات الأربع القادمة والعمل مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفتح أبواب السلام أمامنا جميعًا”.
قوبلت رسالة الأمير تركي إلى ترامب بترحيب لافت من جيسون جرينبلات الذي شغل منصب مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط في إدارة دونالد ترامب الأولى.
وقال جرينبلات عن الرسالة “بصفتي مؤيدًا فخورًا لإسرائيل والسعودية ولا أريد شيئًا أكثر من السلام والازدهار في تلك المنطقة فإنني أوصي بها لكل من تحدثت إليه”.
وأضاف أن “جوهر رسالة الأمير تركي هو أنه سعيد بإعادة انتخاب ترامب لأن العالم يحتاج إليه. والشرق الأوسط، على وجه الخصوص، يحتاج إليه”.
وأشاد جرينبلات وهو أمريكي من أصل يهودي بالقيادة السعودية وقال “إنهم جادون في وضع الأساس لمستقبل يتوق إليه الكثير من الناس في الشرق الأوسط ويستحقونه. إنهم جادون في تحريك الشرق الأوسط في الاتجاه الصحيح” في إشارة إلى التطبيع مع دولة الاحتلال.
وتابع “هذا يخبرني أن اتفاقيات إبراهيم والدفء الأوسع بين الولايات المتحدة و(إسرائيل) والدول العربية لم يكن مجرد صدفة – بل كان بداية لتحالف حقيقي ودائم”.