مركز دراسات إسرائيلي: هذه أهداف عباس من حملة قمع المقاومة في جنين
تناول مركز دراسات إسرائيلي أهداف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من إطلاق حملة أمنية واسعة النطاق تستهدف قمع المقاومة في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة وحصار مخيمها.
وقال “مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية” في تحليل موقف، إن عباس يستهدف من وراء حملة “حماية وطن” عناصر المقاومة سواء من حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي أو فصائل أخرى في منطقة شمال الضفة الغربية، وخاصة داخل مخيم جنين للاجئين.
وأشار المركز إلى أنه لتعزيز الدعم، أرسلت السلطة الفلسطينية مسؤولين كباراً إلى جنين، بما في ذلك ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، ونضال أبو دخان، قائد قوات الأمن، ووزير الداخلية زياد هب الريش.
ولفت إلى أنه وتم إنشاء غرفة عمليات خاصة، ونشر صور لأفراد الأمن وهم يقاتلون المقامين في مخيم جنين للاجئين.
أهداف العملية
بحسب المركز الإسرائيلي يشير خبراء أمنيون إلى أن عباس لديه دوافع متعددة لهذه العملية:
الحفاظ على السلطة: يسعى عباس إلى تجنب “تأثير بشار الأسد”، في إشارة إلى المخاوف من أن حماس والفصائل المعارضة قد تحرض الفلسطينيين في الضفة الغربية على الثورة ضد السلطة الفلسطينية.
وفي الشارع الفلسطيني، يُنظر إلى السلطة الفلسطينية على نطاق واسع على أنها فاسدة وخاضعة للمصالح الأمنية الإسرائيلية.
جذب انتباه الولايات المتحدة: يهدف عباس إلى إرسال رسالة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مؤكداً على حربه ضد حماس والجهاد الإسلامي وتأكيد سلطة السلطة الفلسطينية في حكم غزة بعد الحرب.
وتشير التقارير إلى أن عباس يحتفظ بقناة خلفية مع ترامب من خلال رجل الأعمال اللبناني مسعد بولس، والد زوجة تيفاني ترامب.
إظهار الحكم الرشيد أمام المجتمع الدولي: من خلال استعراض جهاز أمني فعال، يأمل عباس في رفض الدعوات إلى إصلاح السلطة الفلسطينية أو تعيين نائب للرئيس.
التحديات والانتقادات
يقول مسؤولون في السلطة الفلسطينية إن عباس أصدر توجيهات لقواته للسيطرة الكاملة على مخيم جنين للاجئين، بهدف توسيع العمليات إلى نابلس وطولكرم لمحاربة فصائل المقاومة.
وقد أدان قادة حركة حماس وبقية الفصائل المعارضة تصرفات السلطة الفلسطينية، ووصفوها بأنها “انتحار سياسي” وتتعارض مع روح المقاومة.
المنظور الإسرائيلي
لا يزال المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون غير مقتنعين بقدرة السلطة الفلسطينية على تحييد فصائل المقاومة.
وهم يزعمون أن السلطة الفلسطينية سمحت على مدى السنوات الثلاث الماضية لحماس والجهاد الإسلامي بترسيخ وجودهما، وخلق “وحش مسلح” في مخيمات اللاجئين.
وتشير التقديرات الإسرائيلية الحالية إلى وجود عدة مئات من المقاومين في المعسكرات وحوالي 1000 في المناطق المحيطة بها.
وكانت العملية السابقة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أغسطس/آب الماضي، فشلت في تفكيك البنية التحتية لفصائل المقاومة في شمال الضفة الغربية.
خاتمة: تعكس “عملية حماية وطن” محاولة محمود عباس تعزيز السيطرة ومواجهة التحديات المتزايدة لسلطته.
ومع ذلك، فإن الشكوك حول فعالية السلطة الفلسطينية ونواياها، إلى جانب الوجود المترسخ لفصائل المقاومة تشير إلى أن الطريق إلى الاستقرار في شمال الضفة الغربية طويل ويظل محفوفاً بالتحديات.
وفي الوقت الحالي، يبدو أن جهود السلطة الفلسطينية تتعلق بالصورة والبقاء أكثر مما تتعلق بالتغيير الجوهري.