
قال الكاتب والمحلل السياسي معتصم منصور إن السلطة الفلسطينية تنظر إلى قطاع غزة على أنه مجرد مصدر للأموال دون تقديم أي التزامات حقيقية تجاهه.
وأوضح أن هناك حاجة لممارسة ضغط متساوٍ على السلطة الفلسطينية، كما يحدث مع حركة حماس، حتى تتعامل مع غزة كجزء من الوطن وليس كمورد مالي.
وأشار منصور إلى أن حماس لا تمانع في التنازل عن الحكم، لكن المشكلة تكمن في مطالب نزع سلاحها وتفكيك كتائب القسام، وهو أمر ترفضه الحركة، بينما لا يرغب محمود عباس وسلطته في منح أي دور سياسي لحماس في غزة.
كما لفت إلى أن عباس يرفض استلام معبر رفح في ظل وجود حماس، لأنه يرى أن إدارة المعبر دون سيطرة أمنية كاملة ستجعله مجرد “شرطي مرور” تحت نفوذ حماس.
إعادة إعمار غزة
وتسود حالة من الشك والريبة في الشارع الفلسطيني تجاه نوايا السلطة الفلسطينية في ملف إعادة إعمار قطاع غزة.
ويرى مراقبون أن السلطة لم تولِ اهتمامًا حقيقيًا لضحايا الحرب والمحاصرين منذ بدء العدوان، لكنها الآن تسعى للحصول على نصيبها من أموال الإعمار.
ويرى محللون أن السلطة، عبر حكومتها، قد انخرطت في مخطط أمريكي لفرض رؤية سياسية جديدة حول “اليوم التالي” في غزة، وذلك بالتنسيق مع أطراف محلية وعربية ودولية.
مخصصات الأسرى والشهداء
وقال الخبير في القانون الدولي رائد بدوية إن السلطة الفلسطينية بقراراتها الأخيرة، مثل وقف مخصصات الأسرى والشهداء، وقمعها للمقاومة في جنين واستمرارها في التنسيق الأمني، قد تذهب إلى مواجهة مباشرة مع الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن السلطة تسعى لكسب ود الإدارة الأمريكية لضمان بقائها، حتى لو كان ذلك على حساب الحقوق الوطنية.
وأشار إلى أن قرار وقف المخصصات جاء استجابة لضغوط أمريكية وإسرائيلية بهدف استعادة المساعدات المالية الموقوفة بحجة دفع رواتب للأسرى وعائلات الشهداء.
تحويل المخصصات إلى مؤسسة تمكين
ويهدف قرار تحويل مستحقات الأسرى والشهداء إلى مؤسسة تمكين إلى التعامل معهم كـ حالات اجتماعية وليس كحق مكتسب، وسيتم تقييم كل حالة وفقًا لظروفها المالية، مما قد يؤدي إلى حجب الرواتب عن بعض العائلات الميسورة.
وفصل مخصصات الأسرى عن الموازنة العامة للحكومة يجعلها رهنًا بالوضع المالي للمؤسسة، ما يعني أنها قد تتأثر بنقص التمويل.
إلغاء قانون الأسرى والاعتقالات السياسية
وحذر الكاتب والمحلل السياسي جمال زقوت من أن السلطة الفلسطينية لا تدرك حجم الخطر الاستراتيجي الذي أوقعت فيه نفسها والشعب الفلسطيني من خلال إلغاء قانون الأسرى والشهداء، ومحاولة شيطنة مخيم جنين وفرض حصار عليه.
وتساءل زقوت: هل تدرك السلطة أن هذه الخطوات تخدم المخططات الإسرائيلية المسبقة لاستهداف المخيمات وتصفية قضية اللاجئين؟
وأضاف أن السلطة لا تزال تراهن على تسوية سياسية، بينما يواصل الاحتلال تنفيذ مخططاته، مستشهدًا بأن “سلام نتنياهو” يقوم على ثلاثية الخضوع أو الرحيل أو الموت، ومع ذلك تواصل القيادة المتنفذة استرضاء الاحتلال بدلاً من مواجهته.