
حذر العديد من كبار ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي السابقين، وعلى رأسهم اللواء احتياط ماتان فلنائي، نائب رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، من خطورة استئناف الحرب على قطاع غزة.
وقد أكد هؤلاء الضباط أن شن الحرب دون أهداف إستراتيجية واضحة سيؤدي إلى نتائج كارثية تشمل مقتل الأسرى واحتلال دامي للقطاع، بالإضافة إلى إلحاق عزلة إقليمية بالاحتلال.
“نرفض استئناف حرب غزة”
وفي رسالة وجهها فلنائي نيابة عن أكثر من 550 ضابطاً سابقاً إلى الحكومة والشعب الإسرائيلي، حذروا من تداعيات تجدد المعركة، مؤكدين أن ذلك سيؤدي إلى “مقتل الأسرى” واستنزاف الجيش الإسرائيلي بشكل مستمر.
كما أشاروا إلى أن سياسة الحكومة الحالية تعزز الاحتلال الدموي والمستمر لغزة، مما يتسبب في فقدان فرص التطبيع مع دول عربية، وخاصة المملكة العربية السعودية.
البديل السياسي لعودة الحرب
وقدمت الرسالة بديلاً عن العودة إلى الحرب، حيث دعت إلى العمل السياسي المستمر بدلاً من استئناف القتال.
وشدد الضباط على ضرورة تبني الحكومة أهدافاً سياسية واضحة، مثل إعادة تقييم الوضع، ووضع خطة لتحقيق الأمن دون تعريض الجنود الإسرائيليين والأسرى للخطر.
الانتقادات تجاه الحكومة الإسرائيلية
وانتقد الضباط سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تتبنى أجندة ضم الأراضي في الضفة الغربية واحتلال غزة، مؤكداً أنها “تعمل ضد إرادة الشعب” وتعزز السياسات المتطرفة.
كما أكدوا أن استمرار سياسة الحرب يزيد من تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية ويهدد الأمن الداخلي للإسرائيليين.
ودعت الرسالة الحكومة إلى تحديد ثلاثة أهداف رئيسية في المرحلة المقبلة: أولاً، إطلاق سراح الأسرى كشرط أساسي لأي خطوات مستقبلية، ثانيًا، العمل على تشكيل حكومة بديلة لحركة حماس في غزة، وثالثاً، إعادة تأهيل الجيش والمجتمع الإسرائيلي لضمان استقرار داخلي.
وأشارت الرسالة إلى أن استمرار الحرب قد يعرض اتفاقيات السلام مع مصر والأردن واتفاقيات أبراهام للخطر، كما يعيق إمكانية تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
ودعت إلى التعاون مع الأنظمة المعتدلة بدلاً من اتباع سياسات تضر بالعلاقات الإقليمية.
إعادة الأسرى حتى مع بقاء حماس
ونظمت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة وقفة احتجاجية أمام الكنيست في القدس، مطالبين بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى في غزة، في ظل مرور 500 يوم على الحرب.
ووفقًا لاستطلاع للقناة 12 العبرية، يدعم 68% من الإسرائيليين إعادة الأسرى حتى لو استمرت حماس في الحكم.
الاستطلاع يعكس دعمًا شعبيًا كبيرًا لإتمام صفقة تبادل الأسرى، رغم التحديات السياسية داخل حكومة نتنياهو، التي تواجه ضغوطًا من واشنطن لتمرير المرحلة الثانية من الصفقة.