معالجات اخبارية

استعراض القوة للمقاومة في غزة يكرس الفشل وانعدام الثقة في “إسرائيل”

أكدت تصريحات رسمية لضباط ومسئولين إسرائيليين ونتائج استطلاع حديث للرأي أن استعراض القوة للمقاومة في غزة خلال عمليات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين يكرس الفشل وانعدام الثقة في دولة الاحتلال.

وبعد أكثر من 15 شهرا على حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية واستخدام أسلحة التجويع والتهجير القسري والتدمير الشامل، فإن استعراض المقاومة مع كل إفراج عن أسرى إسرائيليين شكل رسالة صدمة وخيمة للمجتمع الإسرائيلي.

واعترافا بهذه الصدمة وتداعياتها، صرح الضابط السابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، “موشيه بوزايلوف”، بأن دولة الاحتلال، لا يوجد لديها ما تفعله في مواجهة استعراضات القوة التي تقوم بها المقاومة عند تسليم الأسرى الإسرائيليين.

وقال بوزايلوف بحسب ما نقلت عنه صحيفة معاريف العبرية “لا أعتقد أن لدينا ما نفعله كدولة حيال هذا الاستعراض للقوة من الفصائل الفلسطينية ولا يجب أن نفعل شيئًا. يجب أن نركز على تحرير الأسرى”.

وتابع: “يجب أن نركز على تحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى وبأسرع وقت ممكن، كل أسير يعود بعد عام ونصف ولم نتمكن من إعادته باستخدام معلومات ووسائل جهاز الأمن العام أو الجيش، هو نوع من المعجزة التي يجب أن نستفيد منها ونحتفظ بها”.

وأضاف “لقد خسرنا هذه الحرب بالفعل، ما يجب أن ننتصر فيه هو معركتنا القادمة”.

انعدام الثقة بالمؤسسات الإسرائيلية

في سياق قريب أظهر استطلاع حديث للرأي عن تراجع ثقة الإسرائيليين بمؤسساتهم وقادتهم لـ”أدنى مستوى على الإطلاق”، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأفاد الاستطلاع الذي أجرته جامعة “حيفا”، أن 74% من الإسرائيليين لا يثقون بنتنياهو، في حين أعرب 85% عن عدم ثقتهم بالأحزاب والكنيست.

وأظهر الاستطلاع أن 70% من الإسرائيليين لا يثقون بالمؤسسات الحكومية، مثل وزارات المالية والنقل ومكتب رئيس الحكومة، بينما قال 65% إنهم لا يثقون بجهاز الادعاء العام في الدولة، و55% لا يثقون بجهاز الشرطة.

وبحسب الاستطلاع يعتقد 47% من الإسرائيليين أنه يجب دفع “رشوة” للحصول على خدمة جيدة من مقدمي الخدمات بالقطاع العام.

وقال معدا الاستطلاع عيران فيغودا غادوت وشلومو ميزراحي من كلية العلوم السياسية بجامعة حيفا: “تشير النتائج إلى صورة مقلقة من الفساد المستشري في جميع مستويات الحكومة الإسرائيلية”.

وأضاف الباحثان: “تكشف النتائج أن الجمهور الإسرائيلي يعاني من شعور عميق بفقدان الثقة في الأنظمة السياسية والقانونية وأجهزة إنفاذ القانون، ويعتقد أن الفساد قد تغلغل بعمق في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد”.

وأوضح الباحثان أن “تسييس الوزارات الحكومية” ساهم في تعميق حالة انعدام الثقة، وفي حين أن هذه الظواهر ليست بالضرورة جديدة، لكن شدتها وخطورتها تفاقمت خلال السنوات الأخيرة.

وربط الباحثان النتائج بأداء الحكومة خلال الإبادة الأخيرة بقطاع غزة، حيث أظهرت النتائج “عدم كفاءة” في التعامل مع قطاعات مختلفة من مصابي الحرب والنازحين.

واختتم الباحثان حديثهما بالتحذير من أن هذا الاتجاه “مقلق للغاية”، وتزداد خطورته بسبب الأزمة المستمرة التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي في ظل الانقسام السياسي المتصاعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى