تحليلات واراء
أخر الأخبار

محللون: استهداف المقاومة في غزة استغلال رخيص لمعاناة الشعب

يرى الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة أن السلطة الفلسطينية باتت تفقد أوراق قوتها واحدة تلو الأخرى، بدءًا من ضعف تأثيرها السياسي والدبلوماسي، وصولًا إلى خسارتها للحاضنة الشعبية.

وأوضح الزبدة أن السلطة مستمرة في التنسيق الأمني مع الاحتلال، في مخالفة صريحة لرغبة الشارع الفلسطيني، الذي يؤمن بالمقاومة كخيار مشروع لكل الشعوب التي تواجه الاحتلال عبر التاريخ.

وأشار إلى أن دور السلطة في ملاحقة المقاومة في الضفة الغربية بات علنيًا ومثيرًا للريبة، الأمر الذي يسهل على اليمين الإسرائيلي تنفيذ مخططاته الرامية إلى تهجير الفلسطينيين نحو الأردن، وفقًا لتصريحاته.

ونبه الزبدة إلى أن السلطة فقدت احترام شعبها ولم تعد تحظى حتى بقبول دولي، محذرًا من أن استمرارها في هذا النهج سيؤدي إلى ضياع مستقبل الضفة الغربية، وإكمال الاحتلال سيطرته عليها من خلال الاستيطان الإحلالي.

 الشارع الفلسطيني يميز بين المواقف الحقيقية والمزيفة

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو أن الجمهور الفلسطيني لم يعد يرى في حركة فتح بديلاً حقيقيًا، مشيرًا إلى أن الحركة تغيبت لأكثر من 16 شهرًا عن معاناة أهالي قطاع غزة، ثم عادت لتظهر الآن بعد خروج بعض التظاهرات الغاضبة.

وأوضح أن الشارع الفلسطيني لا يمكنه تصديق موقف فتح المفاجئ، لا سيما أنها تجاهلت معاناة غزة طوال العدوان الإسرائيلي المستمر، ثم استغلت بعض المظاهرات لإثارة البلبلة الداخلية.

وشدد سويرجو على أن أي تحركات فلسطينية تهدف إلى خلخلة الجبهة الداخلية تخدم الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى لاستغلال الظروف الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون لضرب وحدتهم الوطنية.

وأضاف أن الاحتلال، الذي يمارس حرب إبادة ضد الفلسطينيين، لن يتوانى عن استخدام جميع الوسائل، بما فيها استغلال أي حراك داخلي، لحرف الأنظار عن جرائمه وتوجيه اللوم إلى المقاومة.

استهداف المقاومة في غزة

أما القيادي الوطني عمر عساف، فقد وصف تحركات السلطة الفلسطينية وحركة فتح لإضعاف المقاومة في غزة بأنها استغلال رخيص لمعاناة الفلسطينيين، مؤكدًا أن ذلك يقدم خدمة مجانية لأعداء الشعب الفلسطيني.

وأشار عساف إلى أن الإعلام الإسرائيلي وأدواته الدعائية، مثل أفيخاي أدرعي وإيدي كوهين، روجوا لهذه التحركات بهدف ضرب وحدة الصف الفلسطيني.

وأكد أن الشعب الفلسطيني بأكمله مجمع على خيار المقاومة، باعتبارها السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال، الذي يواصل ارتكاب المجازر في غزة والضفة الغربية، متسببًا في تهجير أكثر من 50 ألف فلسطيني من منازلهم.

وشدد عساف على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني على قاعدة المقاومة، داعيًا كل من يسعى إلى زعزعة الجبهة الداخلية إلى مراجعة مواقفه والارتقاء إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني.

وأكد أن الاحتلال هو العدو الوحيد الذي يجب مواجهته، مشيرًا إلى أن أي حراك داخلي يستهدف المقاومة يصب في مصلحة الاحتلال.

الاحتلال يستغل التظاهرات لحرف البوصلة

وأوضح سويرجو أن الاحتلال يحاول استغلال المظاهرات في غزة والضفة الغربية لتوجيه اللوم نحو المقاومة بدلًا من التركيز على جرائمه المستمرة.

وأشار إلى أن الشارع الفلسطيني خرج في بعض التظاهرات لإيصال رسالة للعالم بأن الفلسطينيين يريدون وقف الحرب والعيش بكرامة، وليس كما يحاول البعض تصويره على أنه رفض للمقاومة.

وأضاف أن الضغوط الهائلة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني أدت إلى حالة من القلق والضيق، وهو ما يسعى الاحتلال لاستغلاله عبر دعم أي أصوات تدعو لضرب المقاومة.

وأكد أن الاحتلال لن يتردد في استخدام أي وسيلة لتفجير الجبهة الداخلية الفلسطينية وإضعافها، سواء عبر دعم السلطة وأجهزتها الأمنية أو استغلال أي تحركات شعبية لتأليب الرأي العام ضد المقاومة.

ويرى المحللون أن السلطة الفلسطينية تفقد تأثيرها وحاضنتها الشعبية نتيجة سياستها في التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة، وهو ما يخدم أجندة الاحتلال الإسرائيلي.

ويحذرون من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى ضياع مستقبل الضفة الغربية، في وقت يسعى فيه الاحتلال إلى الاستيطان والتهجير القسري.

كما يشددون على أن الشارع الفلسطيني يدرك جيدًا المحاولات الإسرائيلية لحرف البوصلة، مؤكدين أن المقاومة هي الخيار الوحيد القادر على مواجهة الاحتلال وحماية الحقوق الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى