كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى تهجير مليون ونصف المليون فلسطيني من قطاع غزة إلى دول أخرى، معتبرًا أن هذا السيناريو قد يكون الحل لمشاكل الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب يواجه صعوبة في تنفيذ هذا المخطط، حيث أن “السوط الاقتصادي” الذي استخدمه مع المكسيك وكولومبيا لا يمكن تطبيقه على مصر والأردن، مما يعقد تنفيذ المشروع.
التطبيع مع السعودية
وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية قد تستغل ملف التطبيع مع إسرائيل لمساعدة ترامب في إيجاد مخرج من مأزق تهجير الفلسطينيين.
وتتوقع الصحيفة أن يعلن ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تطور محتمل في ملف التطبيع مع السعودية يوم الثلاثاء.
وأوضحت أن مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، زار السعودية مؤخرًا للعمل على تنسيق الصياغة النهائية للاتفاق.
التهجير والتطبيع
قبل مغادرته إلى واشنطن، صرح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن ملف انتصار إسرائيل على حماس، وعودة الأسرى، والتعامل مع المحور الإيراني ستكون على رأس أولوياته خلال اجتماعه مع ترامب.
ويبدو أن اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو قد يشهد مناقشة أعمق لمسألة التطبيع مع السعودية، وربما طرح أفكار جديدة بشأن مستقبل قطاع غزة وسكانه.
مصر وتهجير الفلسطينيين
بحسب التقرير، فإن نقل الفلسطينيين إلى سيناء يشكل تهديدًا أمنيًا خطيرًا لمصر، حيث تخشى القاهرة من تحول اللاجئين إلى بؤر مقاومة جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا المخطط إلى اندلاع مظاهرات شعبية لا يمكن السيطرة عليها داخل مصر، مما يعرض الاستقرار الداخلي للخطر.
الأردن وخطة التهجير
بالنسبة للأردن، ترى الصحيفة أن إضافة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى المملكة قد تشكل تهديدًا وجوديًا لها، خاصة أن ثلثي سكان الأردن من أصول فلسطينية.
ووفقًا لـ”هآرتس”، فإن الملك عبد الله يعتبر هذا المخطط تهديدًا حقيقيًا لاستقرار بلاده، حيث قد يؤدي إلى تحويل الأردن فعليًا إلى “الوطن البديل” للفلسطينيين.
ولاقت تصريحات ترامب حول مخطط التهجير رفضًا حادًا من قبل كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني.
ووصف السيسي هذه الفكرة بأنها “ظلم” لا يمكن لمصر أن تشارك فيه.
بدوره، أكد ملك الأردن على موقف بلاده الثابت في ضرورة “تثبيت الفلسطينيين على أرضهم” ورفض أي محاولات لتهجيرهم من غزة.
عقبات مخطط التهجير
ورغم أن ترامب يعتقد أن تهجير سكان غزة قد يكون “الحل النهائي” للأزمة، إلا أن الرفض المصري والأردني، والمخاطر الأمنية المحتملة، تجعل تنفيذه صعبًا.
وفي المقابل، يظل التطبيع السعودي-الإسرائيلي ورقة قد يستخدمها ترامب للمناورة، في محاولة للخروج من هذا المأزق السياسي المعقد.