معالجات اخبارية
أخر الأخبار

التنسيق الأمني في جنين وجه آخر لعملية أوسلو المستمرة

منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، باتت السلطة الفلسطينية تواجه تحديًا مزدوجًا بين فشل تحقيق تقدم سياسي ملموس وتزايد الغضب الشعبي من سياساتها الأمنية.

ومع استمرار عملية السلطة ضد مخيم جنين لليوم الـ19، تتصاعد حدة التوترات وسط اتهامات بالتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، في وقتٍ يواصل فيه المقاومون رفض نزع أسلحتهم.

الاتفاقية، التي نصت على فترة انتقالية لمدة خمس سنوات، انتهت بلا نتائج ملموسة، فيما تعمقت الخلافات بين السلطة والشعب الفلسطيني.

ورغم توقف المفاوضات الرسمية منذ عام 2014، تواصل السلطة لقاءاتها مع الجانب الإسرائيلي في اجتماعات ثنائية ومؤتمرات دولية، مثل قمتي “شرم الشيخ” و”العقبة” في 2023، التي جرت تحت عنوان “دعم القضية الفلسطينية”، ولكنها شهدت تنسيقًا أمنيًا مكثفًا بعيدًا عن تطلعات الشارع الفلسطيني.

عملية جنين

وتواصل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حصار مخيم جنين لليوم الـ19 على التوالي.

وشهد الحصار اشتباكات عنيفة مع مقاومين رفضوا تسليم أسلحتهم، وأسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين، بينهم قائد ميداني في كتيبة جنين وطفلان، بالإضافة إلى مقتل عنصرين من أجهزة الأمن الفلسطينية.

وأطلقت أجهزة السلطة قذائف RPG على منزل المطارد يزن حنون، ما تسبب في احتراقه وامتداد النيران إلى أكثر من 10 منازل أخرى في المخيم، وسط تحليق مكثف لطائرات إسرائيلية مُسيّرة في أجواء المنطقة، بحسب مصادر محلية.

  السلطة ونتنياهو

وأثار تصريح العميد أنور رجب، الناطق باسم أجهزة أمن السلطة، الذي قال فيه: “لا مفاوضات ولا تراجع ولا حلول مع هؤلاء (في إشارة إلى المقاومة)”، الجدل لكونه يشبه تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد قبل أيام: “لن أوافق على إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس”.

وتأتي هذه التصريحات لتكشف التوجه الأمني المشترك بين الاحتلال والسلطة، مع مساعٍ واضحة من الأخيرة لفرض سيطرتها الكاملة على جنين والمناطق المحيطة بها.

 تنسيق أمني خلال عملية جنين

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرًا يُظهر دورًا لوجهاء محليين في محاولة التوسط لوقف الحصار، إلا أن السلطة رفضت تقديم أي تنازلات، ما أدى إلى تصاعد التوتر.

كما أشارت الصحيفة إلى وجود تنسيق أمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال خلال العملية، ضمن خطة أشرف عليها المنسق الأمني الأميركي الجنرال مايك فينزل، وبمشاركة إقليمية من دول عربية مثل السعودية ومصر والأردن.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، أسفرت عمليات أجهزة أمن السلطة عن ارتقاء 15 فلسطينيًا، بينهم مقاومون وأطفال ومشاركون في مظاهرات سلمية داعمة لغزة.

الضحايا شملوا الطفلة رزان تركمان، والطفل محمد عرسان، وفراس تركمان، ومحمود أبو لبن، وغيرهم.

وأشارت تحليلات إلى أن هذه العمليات تأتي ضمن محاولات السلطة لتقديم أوراق اعتمادها للإدارة الأميركية المقبلة بقيادة دونالد ترامب، ما يُعزز مخاوف الشارع الفلسطيني من استمرار القبضة الأمنية على حساب المقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى