اندلعت ظهر اليوم الخميس، اشتباكات عنيفة بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية والمقاومين في مدينة جنين، بعد أن نشرت تلك الأجهزة قواتها على أطراف المدينة ومخيمها منذ ساعات الصباح.
وشهدت المدينة حالة من التوتر الشديد إثر تحركات غير مسبوقة لقوات السلطة التي استخدمت القمع والاعتقال ضد المقاومين.
استهداف المقاومين والمواطنين
أفادت مصادر محلية، بأن عدداً من قناصة أجهزة السلطة اعتلوا مباني مرتفعة حول مستشفى جنين الحكومي وفي مناطق حيوية داخل المدينة، وشرعوا بإطلاق النار تجاه المقاومين والمواطنين بشكل مباشر.
كما اقتحمت قوات السلطة المستشفى الحكومي واعتلت سطح بناية الريان المطلّة على حارة الدمج، حيث بدأ القناصة بإطلاق النار تجاه المخيم والحارة المحيطة.
وأفادت المصادر، بأن السلطة اعتقلت أحد المقاومين أثناء المواجهات وصادرت سلاحه، فيما أطلقت النار بشكل عشوائي في شوارع المدينة، مما أثار حالة من الذعر بين السكان.
ونتيجة لهذا التصعيد، استقبل مستشفى جنين الحكومي إصابتين بالرصاص الحي، إحداهما خطيرة، ما أدى إلى حالة من الغضب الشعبي وسط سكان المدينة والمخيم.
التنسيق الأمني والتبعية للاحتلال
في هذا السياق، أكد الكاتب والناشط السياسي غسان حمدان أن تصاعد التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي يضع السلطة في موقف المنفذ المباشر لسياسات الاحتلال في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن هذا التنسيق لا يخدم سوى مصلحة الاحتلال، إذ تحولت أجهزة السلطة إلى أداة لقمع المقاومة وملاحقة المقاومين ومصادرة أسلحتهم، ما يهدد بشكل مباشر صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال.
وأوضح حمدان أن التنسيق الأمني، الذي يُعتبر جوهر اتفاقية أوسلو، أدى إلى شلل الحركة الوطنية الفلسطينية وأضعف قدرتها على مواجهة الاحتلال، مشيراً إلى أن هذه السياسة جعلت السلطة أداة لتأمين أمن الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة.
تأثيرات أوسلو على القضية الفلسطينية
وأشار حمدان إلى أن تأثيرات اتفاقية أوسلو كانت قاتلة للقضية الفلسطينية، حيث سمحت للاحتلال بفرض شروطه دون أي التزام تجاه الحقوق الفلسطينية.
وأضاف أن استمرار وجود السلطة الفلسطينية بهذا الشكل يخدم مصالح الاحتلال وأطراف دولية وإقليمية أخرى، داعياً القوى الوطنية والسياسية الفلسطينية إلى فتح نقاش عميق حول دور السلطة ومستقبلها.