بعد سقوط الأسد.. إسرائيل تخشى على حلفائها الحاكمين في مصر والأردن
تعبر دولة الاحتلال الإسرائيلي علانية عن مخاوفها إزاء مصير حلفائها الحاكمين في مصر والأردن خشية أن يؤدي سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى تشجيع المتظاهرين في كل من القاهرة وعمان.
وبهذا الصدد تم الكشف عن لقاء رؤساء أركان الجيش والاستخبارات الإسرائيلية مسؤولين مصريين في القاهرة لإجراء محادثات عاجلة حول الاستقرار الإقليمي في أعقاب الإطاحة بنظام الأسد في دمشق.
وجاء الاجتماع الذي حضره رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي ورئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي رونين بار، في نفس اليوم الذي سيطرت فيه القوات الإسرائيلية على أراض في سوريا وهاجمت البنية التحتية العسكرية في جميع أنحاء البلاد.
وبحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية، فإن الاجتماع الذي كان من المفترض أن يناقش احتمالات وقف إطلاق النار في غزة، جاء بناء على طلب مسؤولين مصريين لمناقشة التهديد الذي تشكله الأحداث في سوريا على الاستقرار الإقليمي.
مخاوف التغيير السياسي في المنطقة
أشارت صحيفة معاريف إلى مخاوف في الدوائر الرسمية من أن الانهيار المفاجئ لعائلة الأسد، بعد 55 عاما من الدكتاتورية و13 عاما من الحرب الأهلية، قد يشجع الدعوات إلى التغيير السياسي في دول عربية أخرى.
وأفاد المراسل العسكري لصحيفة معاريف، آفي أشكنازي، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشعر بقلق عميق إزاء التداعيات المحتملة للأحداث في سوريا على دولتين مجاورتين أخريين: مصر والأردن.
وقال أشكنازي لإذاعة معاريف إن “القلق مزدوج، فمن ناحية، قد يحاول الإخوان المسلمون استغلال المشاكل في سوريا لإعادة التأثير على الوضع في مصر، ومن ناحية أخرى، قد تحاول إيران إثارة المنطقة، ومحاولة السيطرة على الأردن أو الإضرار بالشرق الأوسط”.
وأضاف أن (إسرائيل) تعمل على تكثيف بناء السياج الأمني على طول حدودها مع الأردن، كما تعمل على بناء وحدة عسكرية جديدة لنشرها في منطقة الحدود الشرقية.
وتوقع أشكنازي أن تشهد الأيام القليلة المقبلة حملة قمع ضد الناشطين السياسيين وجماعات المعارضة من قبل الشرطة وأجهزة الأمن في مختلف أنحاء العالم العربي.
واستشهدت معاريف أيضًا بمخاوف في (إسرائيل) من أن الأحداث في سوريا قد تشجع الناشطين في دول الخليج بما في ذلك المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين حيث تعرضت حملة مؤيدة للديمقراطية للقمع الوحشي في أعقاب انتفاضات الربيع العربي.
وقال عبد أبو شحادة، وهو ناشط فلسطيني إن أي تحرك نحو مزيد من الديمقراطية في الشرق الأوسط يهدد بتآكل هياكل السلطة التي اعتمدت عليها (إسرائيل) للحفاظ على احتلالها للأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن هذه الانتهاكات تشمل عنف الدولة وانتهاكات حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن “الأنظمة الاستبدادية غالبا ما تقمع المعارضة بالقوة الوحشية، مما يخلق بيئة سياسية أكثر ملاءمة للطموحات الإسرائيلية الإقليمية”.
وتابع “في هذا السياق، يصبح تفضيل (إسرائيل) للاستقرار في العالم العربي واضحاً: فالتحولات الديمقراطية تهدد بتآكل هيمنتها الاستراتيجية.”
بدوره قال أمير فاخوري، الأكاديمي والناشط الفلسطيني، إن الرد العسكري الإسرائيلي على نهاية حكم الأسد، حتى في الوقت الذي كان السوريون يحتفلون فيه بحريتهم، أظهر أن (إسرائيل) تفضل الدكتاتوريات على الديمقراطيات على عتبة بابها.
وذكر فاخوري “كان الشعب السوري يحتفل بنهاية أحد أقسى الأنظمة الديكتاتورية في التاريخ الحديث، ولكن على مقربة شديدة منهم كانت (إسرائيل) تقصفهم بشكل غير مسبوق”.
وتابع “ما هي الرسالة: عندما تصبح حراً، سنهاجمك ونذلّك؟ ستنظر (إسرائيل) إلى أي عملية ديمقراطية على أنها عملية خطيرة”.