ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن الحرب على قطاع غزة وصفت بأنها أكبر إخفاق في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، حيث فشل الجيش استخباراتيًا بشكل واضح في السابع من أكتوبر، وأهملت القيادة السياسية التفكير في “اليوم التالي للحرب”.
وأضافت الصحيفة أنه بعد مرور 15 شهرًا من القتال، لم تحقق إسرائيل أهدافها، حيث “استيقظت من كابوس على كابوس آخر”، مؤكدة أن حركة حماس لا تزال تحكم القطاع وتواصل بناء الأنفاق وتجنيد المقاومين.
واعتبرت أن محاولات القضاء على حماس باءت بالفشل، إذ بقيت الحركة قوية سياسيا وعسكريا رغم الخسائر الكبيرة.
مشهد يؤكد الهزيمة السياسية
وأشارت الصحيفة إلى مشهد الأسيرات الثلاث، رومي وإميلي ودورون، وهن يُنقلن إلى سيارات الصليب الأحمر وسط احتشاد الآلاف من الفلسطينيين، بينهم مئات المقاومين يرتدون عصبات خضراء، مؤكدة أن المشهد يعكس حجم الهزيمة السياسية والعسكرية التي مُني بها الاحتلال.
استقالات وتصريحات إسرائيلية تصف الفشل
وأوضحت “القناة 12” العبرية أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، ظهرت بشكل علني أثناء عملية تبادل الأسرى، حيث جابت شوارع غزة وسط هتافات السكان، مما يعكس سيطرتها الكاملة على القطاع رغم الحرب الطويلة والخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي.
وأعلنت وسائل الإعلام العبرية استقالة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار، على أن تدخل استقالته حيز التنفيذ خلال 48 ساعة.
وفي هذا السياق، صرح الصحفي الإسرائيلي يانون يتاح قائلا: “آخر عمل رسمي لبن غفير كوزير للأمن القومي كان الإشراف على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين”.
من جانبه، عبّر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن معارضته للاتفاق قائلا: “أرفض هذه الصفقة بكل ذرة من كياني، وأعتبرها تهديدا لدولة إسرائيل”.
هزيمة إسرائيل
وفي تعليقه على اتفاق وقف إطلاق النار، قال غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقا: “حماس خرجت منتصرة وإسرائيل فشلت فشلا ذريعا”.
كما تساءل الصحافي الإسرائيلي دانيال عمرام: “بعد 15 شهرا من القتال، ماذا حققنا؟ قدمنا جنودنا ودمّرنا المنازل، وفي النهاية النتائج لم تتغير”.
وأقرّ على المنصات الإسرائيلية، المستوطنون بفشل الاحتلال في إيجاد بديل سياسي في غزة، معتبرين أن الاتفاق يعيد الأمور لصالح حماس ويزيد من فرصها في تعزيز سيطرتها على القطاع.