تحليلات واراء

خطة ترامب لمستقبل غزة تتجاهل واقع الحرب ومصير الأسرى الإسرائيليين

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمستقبل غزة تتجاهل واقع الحرب الإسرائيلية ومصير الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى المقاومة الفلسطينية كونها لم تتضمن أي أفكار لدفع محادثات وقف إطلاق النار قدمًا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل أسبوع بالكاد، تجمع الإسرائيليون في ساحة الرهائن في تل أبيب، حاملين لافتات تشكر ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط لدورهم في تأمين اتفاق وقف إطلاق النار الأولي في غزة وإطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين.

في حينه كان الكثيرون يأملون أن يمارس ترامب ضغطًا قويًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي المتردد منذ فترة طويلة، بنيامين نتنياهو، لإجباره على التفاوض على إنهاء الحرب كليا وتأمين إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين خلال لقائهما في واشنطن يوم الثلاثاء.

لكن بدلاً من ذلك، استيقظوا على فكرة ترامب الخيالية بإخلاء سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني شخص من القطاع المدمر لإفساح المجال أمام “ريفيرا شرق أوسطية مملوكة لأمريكا”.

خطة بعيدة المنال

على الرغم من أن رؤية ترامب لغزة قد تبدو بعيدة المنال – حيث رفضها العالم العربي بالإجماع، وأي ترحيل قسري للسكان يعد انتهاكًا للقانون الدولي – إلا أنها حولت الانتباه فجأة بعيدًا عن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي من المقرر أن تنتهي مرحلته الأولى التي تستمر ستة أسابيع في أوائل مارس.

وقالت نيويورك تايمز إنه بينما كان ترامب يرسم خططه العظيمة لغزة، لم يمارس سوى القليل من الضغط العلني على نتنياهو للمضي قدمًا في المحادثات بوساطة قطرية ومصرية لتحويل وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف دائم للحرب.

وقد ترك ذلك لإسرائيل مجالًا واسعًا لتقرير كيفية التعامل مع غزة في المرحلة القادمة.

وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات هذا الأسبوع، لكنها باتت الآن في مهب الريح. وسيغادر نتنياهو واشنطن وقد حصل على تأييد ترامب لما يطالب به أعضاء اليمين المتطرف في حكومته من تهجير جماعي للفلسطينيين من غزة.

مصير الأسرى في مهب الريح

يترك هذا مصير الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة موضع تساؤل، حيث تقيّم الحركة خياراتها المستقبلية، في وقت يخشى العديد من الفلسطينيين من احتمال استئناف الحرب.

وفي مقابلة مع فوكس نيوز مساء الأربعاء، وصف نتنياهو فكرة ترامب بأنها “رائعة”، قائلاً إنها ينبغي أن “تُنفَّذ”، مما أدى إلى طمس الحديث عن تفاصيل كيفية دفع مفاوضات وقف إطلاق النار قدمًا.

وفي صباح الخميس، أصدر وزير الجيش الإسرائيلي الموالي لنتنياهو، يسرائيل كاتس، بيانًا قال فيه إنه أمر الجيش الإسرائيلي بوضع خطة لتسهيل خروج “أي مقيم في غزة يرغب في المغادرة إلى أي مكان في العالم يوافق على استقباله”.

وقد دخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، وتنص على إفراج المقاومة عن 33 أسيرا إسرائيليا مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين الأسرى لدى الاحتلال.

وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات يوم الاثنين – في اليوم السادس عشر من الاتفاق – بشأن المرحلة الثانية، التي يفترض أن تؤدي إلى إطلاق جميع الأسرى الأحياء المتبقين، وإرساء وقف دائم لإطلاق النار، مما يعني انسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية من غزة.

لكن الصياغة الخاصة بالانتقال إلى المرحلة الثانية تُركت غامضة عمدًا، حيث لا يزال نتنياهو يصر على استمرار الحرب، وأكد أنه سيستأنف القتال إذا لزم الأمر.

لكن نتنياهو يواجه خطر فقدان قبضته على السلطة، إذ هدد الجناح اليميني المتطرف في حكومته بالانسحاب إذا أنهى الحرب.
تحليل رؤية ترامب وتأثيرها

في الشرق الأوسط، يحاول المحللون فهم ما قد تعنيه تحولات ترامب الجذرية بشأن مستقبل غزة على المدى القريب.

قال كوبي مايكل، الخبير في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب: “أعتقد أن ترامب لم يغير فقط قواعد اللعبة، بل غير اللعبة نفسها”.

وأضاف أن رؤية ترامب لغزة بدون سكانها قد تعمل كتهديد وتضع ضغطًا هائلًا للإفراج عن المزيد من الأسرى الإسرائيليين، لكنه حذر من أنها قد تدفع حماس أيضًا إلى الانسحاب من الصفقة بالكامل.

من جانبه، قال زكريا القاق، الخبير الفلسطيني في الأمن القومي، إن مجرد اقتراح ترحيل مليوني فلسطيني قد يعقد مفاوضات وقف إطلاق النار ويزعزع استقرار العالم العربي بأسره.

ووصف القاق إعلان ترامب بأنه “الوصفة المثالية لحشد المزيد من الدعم الشعبي للمقاومة الفلسطينية لمواجهة الاستعمار الجديد الذي يطرحه الرئيس الأمريكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى