معالجات اخبارية

الروبوتات المحملة بالمتفجرات.. سلاح إسرائيلي أخر ضد المستشفيات

عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى استخدام متفجرات محمولة بواسطة الروبوتات خارج مستشفى كمال عدوان ومستشفى إندونيسيا في شمال قطاع غزة، وكلاهما أصبح خالياً تقريباً من الأطباء والمرضى.

وقال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية، الذي بقي داخل المنشأة، إن المشاهد كانت مرعبة “حيث الروبوتات تتقدم قرب المستشفى وتقوم بتفريغ الصناديق المتفجرة التي تنفجر بعد ساعات، ما يسبب حالة من الذعر والخوف وأضرارا كبيرة في المستشفى”.

وأصيب ما لا يقل عن 20 شخصا، بينهم خمسة من أفراد الطاقم الطبي، أثناء تواجدهم داخل المستشفى نتيجة لذلك.

وقد تكررت حالات الإصابات داخل المستشفى بفعل الروبوتات الإسرائيلية المتفجرة بما في ذلك إصابة حكيم قبل يومين.

وقال أبو صفية إن “هذه الانفجارات أدت إلى تدمير جميع الحواجز داخل المستشفى، وتحطيم الأبواب والنوافذ الداخلية، وإلحاق أضرار جسيمة”.

ولم تسلم مولدات المستشفى من القصف، حيث تعرضت لقصف طائرات الاحتلال بدون طيار، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لأيام، مع نقص المياه بسبب تدمير خزانات المياه على السطح، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المزرية داخل المستشفى.

وأكد أبو صفية أن الخروج من أسوار المستشفى لإصلاح أي شيء ليس خيارًا بفعل الاستهداف الإسرائيلي المتكرر.

وتابع “كل من يتحرك داخل ساحة المستشفى يتم استهدافه على الفور بالقنابل التي يتم إسقاطها من طائرات بدون طيار تحوم بشكل مستمر فوق المستشفى دون توقف.”

ولا يزال 65 جريحاً على الأقل في المستشفى، وجميعهم في حاجة ماسة إلى الرعاية الطبية. وحذر أبو صفية من أنه “بدون تدخل طبي فإنهم يخاطرون بفقدان حياتهم”.

ورغم أن بعض الحالات الحرجة يتم إجلاؤها إلى مستشفيات مدينة غزة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، فإن الاحتياجات مرتفعة للغاية. وقال: “نحن بحاجة إلى تكثيف الجهود لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المرضى”.

وأضاف “ندعو إلى إنشاء ممر آمن لإدخال الإمدادات والمساعدات الأساسية لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية ونظام الرعاية الصحية من الاستهداف والهجمات المباشرة.”

كما تعرض المستشفى الإندونيسي لحصار وحشي مماثل. وقد روت إحدى الممرضات، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، تجربتها المروعة عندما أُرغمت على المغادرة بناء على أوامر إسرائيلية.

وقالت الممرضة “منذ ساعات الصباح الباكر من يوم الثلاثاء، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بمحاصرة المستشفى بالآليات من كافة الاتجاهات، مصحوباً بغارات جوية مكثفة، وأمرنا بإخلاء المكان. وبعد إجراء الفحوصات الأمنية على الجرحى ومرافقيهم والطاقم الطبي، اضطررنا إلى المغادرة”.

وأضافت الممرضة أن نقل المرضى والجرحى كان يكاد يكون مستحيلا.

وتابعت “لم توفر قوات الاحتلال أي وسيلة لنقل الجرحى، وتركتهم يضطرون للسير لمسافات طويلة في البرد القارس، وبعضهم حملوه على الأكتاف لعدم قدرتهم على السير”.

وقطع النازحون مسافة تقدر بأربعة كيلومترات للوصول إلى المناطق التي حاصرتها سيارات الإسعاف والمركبات المدنية، وتم نقل الجرحى إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، فيما تفرق النازحون في أنحاء المدينة .

وتميزت سيطرة الجيش الإسرائيلي على المستشفى بالقيود التي منعت أي شخص من مغادرة المنشأة.

وتروي الممرضة شعورها بالخوف من الموت، وهو ما يشبه وصف الدكتورة صفية. “وكان من يحاول المغادرة يتعرض لإطلاق النار من قبل طائرات إسرائيلية بدون طيار كانت تحوم فوق المستشفى باستمرار من جميع الاتجاهات”.

وكثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة استهدافها لمستشفى العودة، حيث قصفت الطابق الثالث وأحدثت أضراراً وإصابات، ثم حاصرت آليات عسكرية المستشفى، لكنها لم تقتحم المبنى، ثم انسحبت بعد ساعات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى