
مع تجاوز الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أكثر من 500 يوم، وأسفرت عن استشهاد وإصابة قرابة 200 ألف فلسطيني، يزداد التساؤل في الشارع الفلسطيني حول دور السلاح المجهول في الضفة الغربية.
ففي ظل الجرائم المتواصلة، يرى الفلسطينيون أنه قد حان الوقت لتفعيل كافة أشكال المقاومة، سواء من خلال السلاح التابع للأجهزة الأمنية، أو العائلات والعشائر، أو حتى الخلايا النائمة للمقاومة، وذلك لتسديد ضربات موجعة للاحتلال.
ويتساءل الكثيرون: إذا لم يستخدم هذا السلاح في الدفاع عن دماء الأطفال والنساء في غزة، فمتى سيتم استخدامه؟.
خيارات المواجهة
ويرى مراقبون أن تنفيذ عمليات نوعية، مثل العمليات الاستشهادية والتفجيرية، قد يكون الخيار الأكثر تأثيرًا لردع الاحتلال وإيقاف مجازره.
ويرى محللون أن استمرار الاحتلال في سفك دماء الفلسطينيين في غزة سيحفز جيشه على التصعيد في الضفة الغربية، مما يعني ارتفاع وتيرة الجرائم اليومية والمجازر الجماعية، إلى جانب تنفيذ اجتياحات واسعة للمدن والمخيمات.
جبهة استنزاف طويلة الأمد
ويؤكد الخبير العسكري يوسف الشرقاوي أن الضفة الغربية تعتبر من أخطر الجبهات وأكثرها تأثيرًا على الاحتلال، وذلك بسبب عدة عوامل، أبرزها قربها الجغرافي من العمق الإسرائيلي، وقدرة المقاومة على تنفيذ عمليات سريعة وفعالة، حتى بأدوات بسيطة.
ويشير الشرقاوي إلى أن الضفة تختلف عن غزة من حيث القدرة على استهداف مناطق استراتيجية في العمق الإسرائيلي، مما يجعلها أكثر خطورة على الاحتلال، كما أن طبيعة العمليات هناك تتيح سهولة التحرك والاختفاء، مما يزيد من تعقيد مهمة القوات الإسرائيلية في تعقب المنفذين.
تطور المقاومة في الضفة بعد “طوفان الأقصى”
ويؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أن عمليات المقاومة في الضفة الغربية تصاعدت بشكل ملحوظ ردًا على جرائم الاحتلال والمستوطنين.
ويوضح أن الضفة الغربية لا تملك أي بديل سوى مقاومة الاحتلال، خاصة في ظل حكومة بنيامين نتنياهو، التي تعد الأكثر تطرفًا في تاريخ “إسرائيل”.
وأشار أبو عواد إلى أن المقاومة في الضفة شهدت تحولًا جذريًا بعد عملية “طوفان الأقصى”، حيث انتقلت من عمليات فردية إلى عمل فصائلي منظم يعتمد على مجموعات صغيرة مغلقة، مما يصعب على الاحتلال اختراقها أو القضاء عليها.
ويوضح أن هذا التطور يعكس تحولًا فكريًا لدى الشباب الفلسطيني، خاصة في الفئة العمرية بين 18 و25 عامًا، الذين باتوا يؤمنون بأن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال وتحقيق التحرير.
ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، يزداد الضغط على الضفة الغربية للرد، وسط دعوات بضرورة تفعيل كافة أشكال المقاومة، واستثمار السلاح المجهول في مواجهة الاحتلال.