انسحب الناطق باسم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، أنور رجب، من لقاء على قناة الجزيرة بعد ظهور والدة الصحفية شذى الصباغ، التي قتلتها السلطة الفلسطينية برصاصة قناص في مخيم جنين.
خلال اللقاء، انضمت والدة شذى الصباغ على الهواء لتواجه الناطق باسم السلطة باتهامها العلني للأجهزة الأمنية بالوقوف وراء مقتل ابنتها.
الهروب من المواجهة
وهذا التدخل أثار غضب رجب، الذي بدأ بمهاجمة مذيع البرنامج، واصفًا إياه بـ”المخادع” ومتهما القناة باستخدام “أساليب رخيصة”، على حد قوله.
ورغم محاولات المذيع تهدئة الأجواء وإبقاء النقاش مفتوحًا للإجابة على تساؤلات والدة شذى، إلا أن الناطق الرسمي لجأ إلى مقاطعتها مرارًا، قبل أن يغلق الاتصال المصور ويختفي عن الشاشة.
شهادات تؤكد تورط أجهزة السلطة
واتهمت أمل خازم، والدة الشهيد يزيد جعايصة، أجهزة السلطة الفلسطينية بالكذب والتلاعب بالحقائق بشأن مقتل الصحفية شذى الصباغ في مخيم جنين، مؤكدة أن قوات السلطة كانت متواجدة في الموقع وقت الحادث.
وفي منشور عبر فيسبوك، قالت خازم: “أنا أم الشهيد يزيد جعايصة، وأسكن فوق الموقع الذي استشهدت فيه شذى. كيف يدّعون عدم وجودهم هناك وهم حولوا منزلي إلى ثكنة عسكرية منذ 20 يومًا وطردوني منه؟”.
وأضافت أن قوات السلطة قتلت ابنها، واستولت على منزلها، وخرّبت محتوياته، مطالبة بمحاسبة المسؤولين.
وفي السياق، أكد صهيب مرعي، زوج شقيقة شذى الصباغ، أن قناصًا من أجهزة السلطة أطلق النار على شذى عمدًا أثناء خروجها من منزله مع والدته وأطفاله.
وأوضح أن المنزل الذي انطلق منه القناص هو منزل الشهيد يزيد جعايصة، الذي حولته السلطة إلى نقطة عسكرية بعد مقتله.
وبيّن مرعي أن شذى خرجت من منزله في شارع مضاء وواضح، مؤكداً أن إطلاق النار جاء بشكل متعمد ودون أي مبرر.
غضب شعبي ومطالبات بالمحاسبة
وفي السياق، ندد المشاركون في تشييع الصحفية شذى الصباغ بالجريمة التي أدت إلى مقتلها، مطالبين بالكشف عن المسؤولين ومعاقبتهم.
وشدد المشيعون على ضرورة وقف نزيف الدم الفلسطيني في مخيم جنين، الذي يشهد اشتباكات مستمرة منذ ثلاثة أسابيع بين الأجهزة الأمنية والمقاومة، أسفرت حتى الآن عن مقتل 11 شخصًا.