
تواصل قوات الاحتلال عدوانها المستمر على مدينة طولكرم ومخيماتها لليوم الـ72 على التوالي، حيث تقتحم المنازل وتنفذ عمليات تهجير قسري.
وفي نفس الوقت، تثار تساؤلات حول التنسيق الرسمي المحلي في التعامل مع هذه الاعتداءات، وسط صمت رسمي من السلطة الفلسطينية تجاه ما يحدث.
وانتقد العديد من الناشطين في المدينة التقاعس الإعلامي عن تغطية هذه الجرائم، محملين المسؤولية للسلطة الفلسطينية وحكومة محمد مصطفى، الذين اعتبروا أنهم يعملون بانسجام مع مخططات الاحتلال.
السلطة وتهجير الفلسطينيين
وفي السياق، أكد الناشط علاء جيوسي من مدينة طولكرم أن السلطة الفلسطينية وحكومة محمد مصطفى تعملان بشكل متكامل مع مخططات الاحتلال في تهجير الفلسطينيين.
ويأتي ذلك في أعقاب إعلان الحكومة البدء في إنشاء أول ثلاثة مراكز إيواء للنازحين على أراضٍ تابعة للسلطة في شمال الضفة الغربية.
وقال جيوسي: “نستنكر نحن كلاجئين منكوبين حالة الصمت الإعلامي تجاه ما يحدث في طولكرم ومخيميها، رغم الجرائم الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال من تدمير للمنازل والبنية التحتية وتهجير قسري لآلاف الفلسطينيين”.
وأشار إلى أن الحديث عن إنشاء مساكن للإيواء يزيد من تعقيد الجريمة ويجعلها أكثر وضوحاً، حيث أن السلطة الفلسطينية تعمل بانسجام مع الاحتلال في هذه الخطط.
وتابع جيوسي قائلاً: “المطلوب الآن هو مواقف رسمية ترفض جرائم الاحتلال وتطالبه بالانسحاب من المخيمات ووقف مسلسل التدمير والقتل، وإعادة النظر في هذه السياسات التي تهدف إلى إنهاء حق العودة ورمزية هذه القضية”.
السلطة الفلسطينية تتواطأ مع الاحتلال في تهجير اللاجئين
ومن جانبه، أكد عضو المجلس التشريعي شامي الشامي أن أهالي مخيم جنين يرفضون بشكل قاطع فكرة المخيمات البديلة التي أقرتها حكومة محمد مصطفى لإيواء النازحين من شمال الضفة الغربية.
وقال الشامي في تصريحات صحفية: “نرفض نحن سكان مخيم جنين فكرة المخيمات البديلة رفضاً قطعياً”.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تمثل تهديداً حقيقياً لقضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة.
وأضاف الشامي أن هذه المبادرة تمثل جزءاً من المخططات التي تسعى لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، مشدداً على أن رفض هذه الخطوة يجب أن يكون شاملاً على المستويين الرسمي والشعبي.
وأوضح الشامي أن المخطط لا يقتصر على مخيم جنين فقط، بل يشمل جميع مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية.
العدوان الإسرائيلي على المخيمات الفلسطينية
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على المخيمات الفلسطينية، يطالب العديد من الفلسطينيين بتوضيحات رسمية من السلطة الفلسطينية حول دورها في مواجهة هذه الاعتداءات.
وحمل الناشطون الحكومة الفلسطينية مسؤولية التعاون في تنفيذ سياسات تساهم في تهجير الفلسطينيين من مناطقهم، خاصة في ظل الحديث عن المخيمات البديلة.
ودعت العديد من الشخصيات الفلسطينية إلى ضرورة اتخاذ مواقف رسمية من السلطة الفلسطينية التي يجب أن ترفض الجرائم الإسرائيلية بشكل علني، وتطالب برفع يد الاحتلال عن المخيمات الفلسطينية.
تصعيد العدوان على طولكرم
وبدأت قوات الاحتلال بتحركات واسعة في مدينة طولكرم ومخيمها، حيث اجتاحت القوات العسكرية الأحياء والشوارع، مستخدمة الجرافات العسكرية في اقتحام المخيمات.
وتعرضت المنازل للتدمير وتم تحويل البعض منها إلى ثكنات عسكرية، مما أدى إلى طرد السكان من مناطقهم بالقوة.
وشمل العدوان تدمير المنازل والبنية التحتية في المخيمين، حيث دُمّر 396 منزلًا بشكل كلي و2573 منزلًا بشكل جزئي.
كما استولت قوات الاحتلال على العديد من المباني والمنازل في المخيمات وحولتها إلى نقاط عسكرية.
وامتد العدوان ليشمل ضاحية ذنابة، حيث تعرضت العديد من المنازل للمداهمة.
كما شملت اقتحامات قوات الاحتلال بلدات قفين، باقة الشرقية، والزيتا شمال المدينة، حيث نفذت عمليات تمشيط واعتقال على خلفية الحملة العسكرية الشاملة.