تحليلات واراء

تحليل أمريكي: السلطة الفلسطينية تفتقر الشرعية والدعم الشعبي

شكوك بشأن قدرتها على العودة إلى غزة

شكك تحليل أمريكي من قدرة السلطة الفلسطينية على العودة إلى غزة بعد انتهاء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي استمرت أكثر من 15 شهرا في ضوء ما وصفه افتقارها إلى الشرعية والدعم الشعبي.

وقال مارك لينش، مدير برنامج الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن في مقابلة مع مجلة فورين أفيرز الأمريكية، إن دولا خليجية تحاول دفع تمكين السلطة الفلسطينية إلى غزة كبديل عن حركة حماس وفصائل المقاومة.

لكن لينش أبرز أن السلطة الفلسطينية تواجه تحديات كبيرة “بسبب ضعفها في الضفة الغربية وافتقارها للشرعية والدعم الشعبي”.

وذكر أنه رغم تضرر حركة حماس بشدة خلال الحرب الإسرائيلية وفقدانها للدعم الأمريكي والدولي، فإنها ستظل القوة السياسية الرئيسية في غزة.

وفي 17 كانون الثاني/يناير الجاري، وبعد أكثر من عام من حرب الإبادة، توصلت دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ سريانه اليوم.

ويشمل الاتفاق ثلاث مراحل، تبدأ بوقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا، ينسحب الجيش الإسرائيلي خلالها من المناطق الأكثر كثافة سكانية في قطاع غزة، ويسمح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية.

وبموجب الاتفاق ستفرج حماس عن 33 أسيرا إسرائيليا، بينما ستطلق دولة الاحتلال سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، على أن تستمر المفاوضات بين الطرفين بهدف تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق لجعل وقف إطلاق النار دائمًا.

ويشدد لينش، على أن أي تطور يوقف القتل ويمنح الفلسطينيين فرصة لإعادة البناء يُعد تطورًا إيجابيًا. لكنه حذر من وجود العديد من السيناريوهات التي قد تعرقل التحسن.

وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية ستكون العامل الحاسم في تحديد ما إذا كان الاتفاق سينجح “إذا تم إدخال كميات كبيرة من المساعدات، ليس فقط الطعام والدواء ولكن أيضًا المواد اللازمة لإعادة بناء البنية التحتية، فقد يؤدي ذلك إلى تحسين الأوضاع ووضع الاتفاق على مسار إيجابي”.

وأوضح لينش أن التحدي الأكبر يكمن في المضي قدمًا نحو المراحل التالية من الاتفاق. فهناك فرص كثيرة لإفشال الاتفاق من “إسرائيل” التي قد يرغب البعض فيها في استمرار الحرب لتحقيق أهداف استراتيجية، مثل تحويل شمال غزة إلى منطقة عازلة دائمة.

وتحدث لينش عن الضغوط الأمريكية لدفع “إسرائيل” نحو هذا النوع من الاتفاق، لكنه أشار إلى أن إدارة بايدن لم تمارس ضغوطًا حقيقية على الحكومة الإسرائيلية، مثل ربط المساعدات العسكرية بشروط محددة.

في الوقت ذاته لا يرى لينش أي أمل في تحقيق حل الدولتين. ويشير إلى أن “إسرائيل” تواصل توسيع وجودها في الضفة الغربية وتدمير الهياكل التي تمنح الفلسطينيين الحكم الذاتي، مما يجعل حل الدولتين أكثر بعدًا عن الواقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى