تحليلات واراء

الضعف الشديد يخيم على موقف الأردن في مواجهة ترامب

يجمع مراقبون على أن الضعف الشديد يخيم على موقف الأردن في مواجهة الخطة الصادمة لرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة والاستيلاء على القطاع من الولايات المتحدة لتطويره كمشروع عقاري واستثماري.

وقد تكرس هذا الضعف الأردني عقب اجتماع العاهل الأردني عبدالله الثاني مع ترامب في البيت الأبيض حيث ظهر مرتبكا وغير قادر على إعلان موقفا حاسما ضد خطة تهجير الفلسطينيين.

وجلس الملك عبد الله إلى جانب ترامب يوم الثلاثاء الماضي بينما كرر الرئيس الأمريكي خطته لإخلاء غزة بالكامل من سكانها ثم إعادة تطوير الأراضي الفلسطينية.

وعلنا صرح ترامب أنه يريد أن تستقبل الأردن ومصر ودول أخرى لم يحددها الفلسطينيين، ووعدهم بأنهم لن يرغبوا في العودة إلى غزة “لأن ظروفهم المعيشية الجديدة ستكون ممتعة للغاية”.

من جهته تجنب الملك عبد الله الإدلاء بتصريح رفض صريح لخطة ترامب. وعندما سُئل بشكل مباشر عن رأيه في خطط ترامب، قال إن المحادثات مستمرة مع الولايات المتحدة ودول عربية أخرى، وإنه ينتظر سماع مقترحات مصر.

وعقب عاصفة من الانتقادات العربية والإسلامية للعاهل الأردني، كلان لافتا أن يسارع ترامب نفسه للترويج لصورة الملك عبد الله حد القول مخاطبا الأردنيين إنهم “محظوظون بوجود” ملكهم.

وفي خطاب قصير ألقاه من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، أشاد ترامب بالعاهل الأردني بعد يوم من لقاء الرجلين في البيت الأبيض.

وقال ترامب مخاطبا الأردنيين “إنكم أشخاص رائعون للغاية، يتمتعون بذكاء وطاقة هائلين. أردت أن أقول إن لديكم ملكًا هو رجل عظيم. إنه زعيم. لديه قلب رائع وأحد أعظم القادة في العالم”.

خطة غير قابلة للتنفيذ في الأردن

أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن خطة ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة غير قابلة للتنفيذ في الأردن رغم الضعف الذي يعتري موقف النظام في عمان.

وقالت الصحيفة “رفض العاهل الأردني عرض ترامب بلطف، قائلاً له في البيت الأبيض يوم الثلاثاء إن الرئيس الأمريكي هو العامل الأساسي في السلام بالشرق الأوسط، وتعهد بأن الأردن سيستضيف المزيد من الفلسطينيين المحتاجين للرعاية الطبية”.

وأضافت “يبدو أن هذا الاقتراح من العاهل الأردني أقنع ترامب بالتراجع عن التهديدات التي أطلقها قبل الزيارة بشأن سحب المساعدات من الأردن إذا رفضت خطته”.

وأشارت إلى أن خطة الرئيس ترامب غير واضحة وقد فاجأت حتى مستشاريه عندما قدمها الأسبوع الماضي. لم يكن ترامب ثابتًا أو واضحًا بشأن ما تتضمنه الخطة، إلا أن خطته تعتمد بشكل كبير على قبول الأردن ومصر، من بين آخرين، موجة ضخمة من اللاجئين الفلسطينيين.

وقد قال ترامب إن سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2 مليون شخص سيرغبون في مغادرتها ولن يريدوا العودة. لكنه أيضًا اقترح أنه قد يتم إخراجهم بالقوة وعدم السماح لهم بالعودة، مما ينتهك القانون الدولي ويدمر التصورات الطويلة الأمد عن دولة فلسطينية تضم غزة والضفة الغربية.

وبحسب نيويورك تايمز لا يمكن للملك الأردني الموافقة على خطة ترامب دون المخاطرة بإغضاب شرائح مهمة من سكان بلاده.

إذ ستكون زيادة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن تغيرًا ديموغرافيًا كبيرًا في بلد يحتوي بالفعل على عدد كبير من الفلسطينيين — حيث يقدر أن عدد الأردنيين من أصل فلسطيني يتراوح بين ربع إلى ثلثي السكان — ويمكن أن يؤدي إلى تأجيج التوترات بين هؤلاء الأردنيين وغيرهم.

فضلا عن ذلك فإن قبول الفلسطينيين من غزة على أساس مؤقت أو دائم قد يقوض النضال من أجل إقامة دولة فلسطينية، مما يؤدي إلى اضطرابات في الأردن وما وراءها. في الوقت نفسه، فإن موجة جديدة من اللاجئين قد تزعج المؤيدين للنظام الملكي الذين يخشون أن يصبح الأردن دولة فلسطينية بديلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى