معالجات اخبارية

الاحتلال الإسرائيلي يشن أكبر هجوم على الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية

أطلقت دولة الاحتلال الإسرائيلي، هجوما عسكريا واسع النطاق في الضفة الغربية المحتلة، باقتحام ثلاث مدن على الأقل من البر والجو في أكبر عملية عسكرية منذ عملية “الدرع الواقي” عام 2002 في ذروة الانتفاضة الثانية.

وشنت طائرات بدون طيار غارات على جنين وطولكرم وطوباس، فيما فتحت القوات النار على الفلسطينيين على الأرض، ما أدى إلى استشهاد تسعة أشخاص على الأقل، من بينهم سبعة في طوباس واثنان في جنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وبدأت العملية بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي (09:00 مساء بتوقيت جرينتش) بعدما دخل جنود إسرائيليون متخفيون إلى مخيم جنين للاجئين ومخيم نور شمس للاجئين في طولكرم.

وفي طوباس، وصلت قوات إسرائيلية عبر مروحيات عسكرية وقادت الهجوم هناك، وتحديداً في مخيم الفارعة للاجئين، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية.

وأفاد شهود عيان وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن أعداداً كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت المخيمات وحاصرت المستشفيات ومنعت الطواقم الطبية من الوصول إليها.

وقال أحد ضباط الإسعاف في المدينة إن القوات الإسرائيلية داهمت محطة إسعاف في مخيم الفارعة للاجئين واحتجزت المسعفين خارجها لفترة وجيزة.

وذكر أن جنود الاحتلال أجبروا الطواقم الطبية على مغادرة المحطة، وأوقفوهم مقابل الحائط أثناء تفتيشهم للمحطة، مضيفا أن المسعفين في المدينة مُنعوا من الوصول إلى المخيم منذ بدء المداهمة عند منتصف الليل.

حصار مشدد

فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصاراً على المدن الثلاث في شمال الضفة الغربية – جنين وطولكرم وطوباس – مما أدى إلى عزلها عن باقي الأراضي الفلسطينية.

ووصف سكان مخيم جنين، المداهمة بأنها الأكبر التي شهدتها منذ سنوات، مشيرين إلى أن “عدد الآليات العسكرية التي تقتحم جنين كبير للغاية”.

وأفاد السكان بأن “المستشفيات الرئيسية الثلاثة محاصرة وجميع الشوارع المؤدية إلى المدينة مغلقة بسواتر ترابية، ولم نشهد منذ فترة طويلة اقتحاماً بهذا الحجم ويبدو أنه سيستمر لعدة أيام”.

وأضافوا أن جنود الاحتلال تمركزوا في عدة بنايات بالمدينة ونشروا قناصة على أسطحها، وأطلقوا النار على كل من يتحرك أمامهم.

وفي هذه الأثناء، أصيبت جنين بالشلل، حيث اضطر العمال والطلاب إلى البقاء في منازلهم. ولم يتمكن السكان أيضًا من دفن الشهداء في الغارة حتى الآن وسط الحصار المشدد الذي فرضه الجيش.

ووصف سكان في مخيم الفارعة مشهداً مماثلاً هناك، مؤكدين أن “الوضع في المخيم كارثي والتوغل هو الأكبر الذي شهده على الإطلاق”.

وقال إنه يتم منع سيارات الإسعاف من التحرك، وتم تهريب الجرحى إلى المستشفيات بسبب كل هذه الإغلاقات.

وبحسب شهود فإن قوات الاحتلال داهمت المنازل “بشكل وحشي” واستخدمت السكان كدروع بشرية، وأن عائلة واحدة على الأقل استخدمت كغطاء للجنود عندما انتقلوا إلى سطح منزلهم لإقامة معسكر هناك.

وفي مخيم نور شمس قرب طولكرم، قالت شاهدة عيان إن الجنود بدأوا بإرهاب السكان ومحاصرة المستشفيين الرئيسيين بمجرد وصولهم بعد منتصف الليل.

وذكرت الشاهدة أن “المداهمة وتحريك الآليات والجنود يثبت أنهم يجهزون أنفسهم للبقاء لفترة طويلة من الزمن”، فيما “الاشتباكات لم تهدأ ونسمع بين الحين والآخر أصوات انفجار عبوات ناسفة”.

وتحدثت تقارير عن تواجد عدد كبير من الجرافات العسكرية في المدن الثلاث، مما أدى إلى تجريف الطرق وتدمير البنية التحتية الحيوية للكهرباء والمياه.

وقالت مصادر عسكرية لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن الهجوم من المتوقع أن يستمر عدة أيام. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن أربع كتائب تشارك في الهجوم، بما في ذلك القوات البرية والقوات الجوية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى