أعربت الأمم المتحدة عن “القلق الشديد” بشأن الوضع في الضفة الغربية المحتلة، حيث أكد مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أجيه سونجاي، أن الوضع قد وصل إلى مرحلة الطوارئ.
وأشار سونجاي إلى أن الوضع في الضفة الغربية لا يتعلق فقط بتحذيرات حول تصاعد العنف والانتهاكات للقانون الدولي، بل تجاوز تلك المرحلة إلى واقع مأساوي في العديد من المناطق.
تهجير قسري في المخيمات
وقال سونجاي إن 40 ألف نازح من مخيمات جنين وطولكرم وطوباس تم تهجيرهم قسراً من قبل القوات الإسرائيلية.
وتستخدم القوات الإسرائيلية أساليب حرب تشمل الأسلحة الثقيلة مثل الطائرات المقاتلة، والدبابات، والصواريخ الموجهة من على الأكتاف.
كما تم إجبار المدنيين على مغادرة منازلهم في تلك المناطق تحت تهديد السلاح، مع عدم وجود أي أفق للعودة في المستقبل القريب.
أزمة النزوح القسري
وتسجل الأمم المتحدة استمرار النزوح القسري من المناطق التي تشهد اعتداءات مستمرة من القوات الإسرائيلية.
وفي تصريحات أدلى بها سونجاي، أكد أن الحكومة الإسرائيلية لا تعتزم السماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم في القريب العاجل، حيث ذكر أن الرسائل العامة من كبار المسؤولين الإسرائيليين تشير إلى أن العودة ستكون مستحيلة لمدة عام تقريبًا.
العدوان على مدينة طولكرم ومخيماتها
منذ أكثر من شهر، تواصل القوات الإسرائيلية عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، وهو العدوان الذي يعتبر الأوسع والأطول منذ أكثر من عقدين.
وتزايدت العمليات العسكرية بشكل متسارع، حيث تم نشر تعزيزات عسكرية واسعة في المدينة والمخيمات المحيطة، مما أدى إلى دمار هائل في البنية التحتية من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
وشهدت مخيمات طولكرم ونور شمس عمليات هدم واسعة للمنازل والممتلكات، حيث تم تدمير 26 بناية في مخيم طولكرم بالكامل.
كما تم إخطار السكان في مخيم نور شمس بهدم 11 منزلًا خلال الأيام القادمة بذريعة “شق طرق” جديدة.
وهذه العمليات أسفرت عن مزيد من النزوح وتدمير شامل للمنازل والمرافق العامة.
ويعاني المدنيون في الضفة الغربية من أوضاع إنسانية كارثية نتيجة للعدوان المستمر.
حيث يواجه حوالي 12 ألف نازح من مخيم طولكرم وأكثر من 5 آلاف من مخيم نور شمس نقصًا حادًا في احتياجاتهم الأساسية من طعام، ماء، وأدوية.
كما يواجهون ظروفًا صعبة في ظل استمرار حصار الاحتلال وغياب الدعم الإنساني الكافي.
ويعيق الحصار الوصول إلى المناطق المتضررة ويؤثر بشكل سلبي على الظروف الحياتية للمواطنين الذين يعانون من نقص الخدمات الأساسية وسط تهديدات مستمرة بهدم المنازل.
