معالجات اخبارية

الغالبية من الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل الأسرى بوقف الحرب

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الأولوية لدى الغالبية من الإسرائيليين باتت تنصب على تحرير الأسرى المتبقين في غزة، مع تصاعد الدعوات للتوصل إلى تسوية تفاوضية كسبيل وحيد لتحقيق هذا الهدف.

وذكرت الصحيفة أنه في بداية حرب الإبادة الجماعية، كان الإسرائيليون موحدين خلف مطلب معاقبة حركة “حماس” وتحجيمها على خلفية هجوم طوفان الأقصى.

أما الآن، فإن جزءًا كبيرًا من الإسرائيليين، بما في ذلك بعض أنصار اليمين، يبدون قلقًا أكبر حيال مصير الأسرى الذين لا يزالون محتجزين في غزة، ويرون أن التسوية التفاوضية هي السبيل الواقعي لإعادتهم.

وقالت الصحيفة إن هذا التحول في الرأي العام الإسرائيلي جاء بعد بث صور لما يزيد على 24 أسيرا إسرائيليًا أفرج عنهم خلال الشهرين الماضيين، حيث بدا كثيرون منهم في حالة صحية متدهورة، مع معاناة واضحة من إصابات وسوء تغذية.

وأضافت أن تلك المشاهد صدمت الإسرائيليين وزادت من قلقهم بشأن مصير 59 أسيرا لا تزال المقاومة الفلسطينية تحتجزهم، يُعتقد أن 24 منهم على الأقل ما زالوا على قيد الحياة.

انقسام إسرائيلي داخلي

في الوقت ذاته، أعاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إحياء خلافات سياسية قديمة بمحاولاته تمرير تشريعات جديدة تمنحه مزيدًا من السيطرة على السلطة القضائية، وهو ما كان قد فجر موجة احتجاجات جماهيرية استمرت عامًا قبل اندلاع الحرب.

كما يسعى نتنياهو للحفاظ على إعفاء المتدينين اليهود من الخدمة العسكرية، وقام مؤخرًا بتطهير المؤسسة الأمنية من الأصوات المؤيدة لوقف إطلاق النار، ويخطط لإقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، بدعوى فقدان الثقة به.

وقال يوسي كلاين هاليفي، الباحث في معهد شالوم هارتمان بالقدس: “خط الانقسام الرئيسي يتمحور حول قضية الأسرى… لا يوجد ما هو أكثر حساسية من هذا التقاء الأزمات”.

وأظهر استطلاع للرأي نُشر في 9 مارس عن “معهد الديمقراطية الإسرائيلي” أن 73% من الإسرائيليين يؤيدون التفاوض مع حماس لإنهاء الحرب مقابل انسحاب إسرائيلي من غزة والإفراج عن الأسرى المتبقين.

ومن اللافت أن 56% من أنصار اليمين، و62% من ناخبي حزب الليكود الحاكم، يدعمون هذه الصفقة.

وأبرزت الصحيفة أن هذه الأرقام بشأن المواقف الشعبية تنعكس سلبًا على معنويات المقاتلين الاحتياطيين الذين يعتمد عليهم جيش الاحتلال بشكل كبير في العمليات العسكرية.

وقال عاموس يادلين، الجنرال الإسرائيلي السابق: “الإسرائيليون يريدون تحرير الأسرى أولا وهذا قد يقلل من حماس الاحتياطيين للانخراط في جولة قتالية جديدة”.

وعلى عكس الوضع في أكتوبر 2023، يواجه نتنياهو الآن معارضة داخلية متماسكة تسعى لإسقاطه. وقال زعيم المعارضة يائير لابيد: “مقاتلونا الأبطال بحاجة إلى رئيس وزراء يهتم فقط بأمن البلاد وبمصير الأسرى، وهذا ليس الوضع القائم اليوم”.

وقد استفاد نتنياهو من استئناف القتال لتعزيز تحالفه مع اليمين المتطرف، في مواجهة تصويتات قادمة قد تتعلق بإعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية والموازنة الوطنية، التي إذا لم تُمرر ستؤدي إلى انتخابات مبكرة.

وقال أبراهام ديسكين، أستاذ العلوم السياسية في منتدى “كوهليت” المحافظ في القدس المحتلة، إن الحكومة الإسرائيلية قررت المغامرة بملف الأسرى لتحقيق هدفها بمواصلة الحرب في ظل انقسام داخلي غير مسبوق.

وأضاف: “إنها على الأرجح أسوأ وأخطر انقسام في تاريخ (إسرائيل) منذ تأسيسها… وهو تهديد وجودي حقيقي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى