القصة في صورمعالجات اخبارية
أخر الأخبار

رسائل نفسية وعسكرية.. ماذا تعني اللافتات التي ظهرت في عملية تسليم الأسرى؟

في مشهد يحمل دلالات سياسية وعسكرية واضحة، ظهرت عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين في الدفعة السادسة بمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، محاطة بلافتات تعكس استراتيجية المقاومة ورسائلها تجاه الاحتلال الإسرائيلي.

القدس في قلب المواجهة

واحتلت اللافتة المركزية خلف المنصة مساحة بارزة، حيث ظهرت صورة للمسجد الأقصى مع مجموعة من المقاتلين يرفعون أعلامًا فلسطينية وعربية، تتوسطها عبارة: “نحن الجنود.. يا قدس فاشهدي”، مكتوبة بثلاث لغات: العربية والعبرية والإنجليزية.

وتحمل هذه العبارة دلالة واضحة على البعد القومي والديني للصراع، وتؤكد على استمرار المقاومة في الدفاع عن القدس.

إلى جانب ذلك، ظهرت لافتة أخرى على يسار المنصة كُتب عليها: “لا هجرة إلا إلى القدس”، مصحوبة بصورة لمقاتل يراقب المدينة المقدسة من خلف جدار مدمر، في إشارة إلى حتمية النضال المستمر من أجل تحريرها.

كما حملت اللافتة إشارات إلى القائد يحيى السنوار، الذي لعب دورًا بارزًا في قيادة المقاومة وارتقى في مقدمة الصفوف.

رسائل عسكرية وتأثير نفسي على الاحتلال

وفي أسفل المنصة، برزت لافتة تحمل عبارة: “عبرنا مثل خيط الشمس – We Crossed Over Swiftly”، مع صور جوية توثق عمليات توغل نفذتها المقاومة داخل الأراضي المحتلة.

وهذه اللافتة، التي كُتبت بالعبرية أيضًا، تحمل رسالة مباشرة إلى الجمهور الإسرائيلي، تؤكد فيها المقاومة قدرتها على تنفيذ عمليات معقدة داخل العمق الإسرائيلي، ما يهدف إلى تعزيز التأثير النفسي في الداخل الإسرائيلي.

استمرار النهج رغم الاستهداف

وعلى يمين المنصة، ظهرت صور لعدد من القادة الميدانيين الذين استشهدوا خلال المواجهات الأخيرة، في استحضار واضح لدورهم في قيادة المقاومة.

والرسالة هنا أن استهداف القادة لن يوقف مسيرة المقاومة، بل يعزز إصرارها على الاستمرار.

لا سبيل للإفراج عن الأسرى إلا بالمفاوضات

وفي تعليقها على عملية تسليم الأسرى، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن العملية تأتي في إطار صفقة تبادل الأسرى، مشددةً على أن “لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات والالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار”.

وأضافت الحركة، في بيان رسمي، أن مشهد الحشود الجماهيرية وصور القدس والأقصى في عملية التسليم “رسالة متجدّدة للاحتلال وداعميه بأنهما خط أحمر”، مشيرةً إلى أن المقاومة تتابع تحقيق إنجازاتها من خلال هذه الصفقة التي تجسد تلاحم الشعب الفلسطيني.

وأكدت الحركة التزامها بالنهج المقاوم، قائلة: “نحن الجنود يا قدس، فاشهدي أننا على العهد، ثابتون في الميدان، ماضون على درب التحرير، لا تراجع ولا تفريط”.

 لا هجرة إلا إلى القدس

وفي مواجهة الدعوات الإسرائيلية والأمريكية لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، أكدت حماس أن “ردها على كل دعوات التهجير والتصفية واضح: لا هجرة إلا إلى القدس”، في إشارة إلى رفض أي محاولات لتفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها.

ووفقًا للمصادر الصحفية، سلمت كتائب القسام اليوم ثلاثة أسرى إسرائيليين للصليب الأحمر الدولي، بينما سيتم الإفراج عن 36 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 333 أسيرًا من قطاع غزة الذين تم اعتقالهم بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويعكس المشهد العام لمنصة تسليم الأسرى في خانيونس استراتيجية إعلامية مدروسة، تجمع بين الرمزية الدينية، والتأثير العسكري، والضغط النفسي على الاحتلال الإسرائيلي.

ومن خلال اللافتات والرسائل المختلفة، تؤكد المقاومة الفلسطينية على تمسكها بالقدس وحقوق الأسرى، وعدم التراجع عن مسار المواجهة، مهما كانت التحديات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى