معالجات اخبارية

إطلاق سراح المجندات الإسرائيليات من غزة يزيد الصدع الإسرائيلي

يشكل إطلاق سراح المجندات الإسرائيليات من غزة بعد أكثر من 15 شهرا من أسرهن لدى المقاومة الفلسطينية، عاملا ضاغطا يزيد الصدع الإسرائيلي الداخلي ويهدد بتسريع وتيرة المحاسبة للمنظومة الحاكمة عن فشل هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.

وفي وقت أصبح المجندات اللواتي تولين مراقبة السياج الحدودي مع قطاع غزة قبل بدء حرب الإبادة الإسرائيلية حرات، فإن عائلاتهن يريدون الآن معرفة سبب تجاهل التحذيرات التي أطلقهن المجندات سابقا، بحسب ما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية.

وقد قالت أوني إيشيل لوالدها عدة مرات إنها تستطيع رؤية عناصر المقاومة لا سيما حركة حماس يتدربون على شن هجوم بالقرب من قاعدة “نحال عوز” حيث كانت تعمل في وحدة مراقبة. وقد تركها حجم الاستعدادات خائفة على حياتها.

وقامت إيشيل بتفصيل هذا النشاط في تقارير يومية على مدار الصيف وأوائل الخريف من عام 2023، حيث أطلقت ناقوس الخطر مع العشرات من المجندات الأخريات “المراقبات” – المكلفات بمراقبة جزء صغير من الحدود بتفاصيل مكثفة – واللواتي تم نشرهن على طول السياج الحدودي مع غزة.

لكن مزيجاً من الغطرسة والرضا عن الذات أدى إلى تجاهل تحذيراتهم أو رفضها من جانب كبار القادة في جيش الاحتلال.

إذ كان كبار الضباط مقتنعين بأن غزة محاصرة بفضل طبقات الدفاعات الإسرائيلية عالية التقنية.

وشكل هجوم طوفان الأقصى مفاجأة مدوية في دولة الاحتلال وأدى إلى قتل إيشيل مع 14 مراقباً آخرين عندما تم اجتياح قاعدتهم. وقد تم تسجيل آخر تسجيل لها وهي تشرح تحركات مقاومي حماس وهم يخترقون الحدود على بعد 500 متر فقط.

وأسرت المقاومة سبعة مجندات، وسارعت أسرهم ومئات النساء الأخريات اللاتي خدمن في نفس الدور على مدى عقود من الزمن إلى الضغط من أجل إعادتهم.

وتريد العائلات الآن من الحكومة الإسرائيلية التي أرجأت إلى حد كبير المحاسبة المؤسسية على الإخفاقات الأمنية التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أن تجري تحقيقا رسميا في سبب تجاهل المراقبين بشكل مأساوي قبل الهجوم، وتركهم لمصيرهم في ذلك الصباح.

وقال الناجون من المجندات إنه حتى عندما تدفق مقاومة حماس عبر الحدود، كان المراقبون على يقين من إنقاذهم لدرجة أنهم وافقوا على ألا يتصل أي منهم بوالديهم لتجنب إثارة القلق لديهم.

وقد حدث ذلك على الرغم من أشهر من مراقبة استعدادات حماس، والإخفاقات الإسرائيلية ــ الكاميرات المعطلة، والدوريات المتوقعة، والمشاكل على السياج ــ مع تزايد القلق.

قبل أسابيع من هجوم طوفان الأقصى، قالت روني لإيال: “أبي، أخشى أن تفهم أنهم يعرفون كل شيء عنا”. كما تم تضمين التفاصيل التي أخبرته بها في التقارير، وهو يريد أن يعرف ما حدث لها.

ومؤخرا صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي إنه سيتنحى عن منصبه في مارس/آذار، وقدم رسالة أوضح فيها “فشله الذريع” في مواجهة طوفان الأقصى. لكن الحكومة رفضت طلبات بتشكيل لجنة تحقيق حكومية في الهجوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى