مئات الهجمات الإسرائيلية على المرافق الصحية في الضفة خلال عام
![](https://i0.wp.com/palps.net/wp-content/uploads/2025/02/8.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
في الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 و7 أكتوبر من العام الماضي، سجلت منظمة الصحة العالمية 647 اعتداءً على المرافق الصحية في الضفة الغربية المحتلة ما أسفر عن استشهاد 25 فلسطينيًا وإصابة 120 آخرين، مقارنة بـ 91 اعتداءً وعدم وقوع وفيات في عام 2022.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتزايدة في الضفة الغربية المحتلة خلال العام الماضي هاجمت وأعاقت الرعاية الصحية المقدمة للفلسطينيين بشكل مباشر، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي.
وبحسب المنظمة الدولية فإنه منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت هناك زيادة ملحوظة في التقارير عن الهجمات على الرعاية الصحية في الضفة الغربية.
وذكرت أن ذلك يشمل الهجمات على المستشفيات، وتدمير المواقع الطبية المؤقتة في مخيمات اللاجئين، فضلاً عن المضايقات والاحتجاز والإصابة وقتل المستجيبين الأوائل والعاملين الطبيين من قبل القوات الإسرائيلية.
وكانت أغلب الهجمات على وسائل النقل من وإلى المراكز الطبية، لكن مباني المستشفيات تعرضت للهجوم أيضًا.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن قوات الاحتلال أطلقت النار على صبي أعزل وقتلته في حرم مستشفى خليل سليمان في جنين في 14 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وبعد شهر، دخلت قوات الاحتلال مستشفى في الضفة الغربية متخفية وقتلت ثلاثة مرضى فيما وصفته لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة بأنه قد يرقى إلى جرائم حرب.
استخدام قاتل للقوة
دعت منظمة أطباء بلا حدود، التي تزود المستشفيات في الضفة الغربية بالوقود والمياه والإمدادات وتقدم المساعدات للسكان، الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف “الاستخدام غير المتناسب والقاتل للقوة”، بما في ذلك العنف ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى والمراكز الطبية.
وقد أدت العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، التي أطلقها الاحتلال في 21 يناير/كانون الثاني، إلى استشهاد ما لا يقل عن 50 فلسطينياً حتى الآن، ونزوح نحو 26 ألفاً من مدينتي جنين وطولكرم، وجعلت مخيم جنين للاجئين “غير صالح للسكن تقريباً” وفقاً للأمم المتحدة.
وقال العاملون في المجال الطبي والمرضى في نابلس وجنين وطولكرم، إنهم كانوا تحت التهديد المستمر تقريبا منذ بدء الحرب في غزة.
كما أدى الوجود العسكري الإسرائيلي إلى صعوبة حصول الفلسطينيين على الرعاية الصحية، سواء للمواعيد الروتينية أو العلاج الطارئ.
فالرحلات التي كانت تستغرق في الماضي دقائق أصبحت تستغرق ساعات، إذا أمكن إكمالها على الإطلاق.
وقال المرضى لمنظمة أطباء بلا حدود إنهم ألغوا وأرجأوا علاجاتهم الأساسية، بما في ذلك غسيل الكلى، خوفا من تعرضهم للقتل على يد القوات الإسرائيلية أثناء توجههم إلى المركز الطبي.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، كان هناك ما لا يقل عن 790 عقبة تتحكم في حركة الأشخاص في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك نقاط التفتيش وحواجز الطرق وبوابات الطرق والسواتر الترابية، حتى يونيو/حزيران من العام الماضي.
وذكر تقرير منظمة أطباء بلا حدود أن القوات الإسرائيلية دمرت أيضا الطرق، مما أدى إلى تأخير الرحلات، وأنظمة إمدادات الكهرباء والمياه، مما أثر على قدرة المراكز الطبية على تقديم الرعاية بمجرد وصول المرضى.
كما أن المستشفيات والطواقم الطبية محمية بموجب القانون الدولي، الذي يشترط أن تكون خالية من الهجمات أو التدمير. ونقاط التفتيش حتى لو كان مسموح بها دوليا، فإنها لا ينبغي لها أن تمنع إجلاء المرضى والجرحى.
وقد أعلنت محكمة العدل الدولية أن الوجود الإسرائيلي في فلسطين غير قانوني ودعت إلى إنهاء الاحتلال في يوليو/تموز من العام الماضي.
وقال برايس دي لو فين، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: “يموت المرضى الفلسطينيون لأنهم ببساطة لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات”.
وتابع “نرى سيارات الإسعاف تمنعها القوات الإسرائيلية من الوصول إلى نقاط التفتيش أثناء نقل المرضى المصابين بحالات حرجة؛ والمرافق الطبية تُحاصر وتُداهم أثناء العمليات النشطة؛ والعاملون في مجال الرعاية الصحية يتعرضون للعنف الجسدي أثناء محاولتهم إنقاذ الأرواح”.