معالجات اخبارية

حرب الإبادة في غزة تهيمن على اليوم الأول لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة

هيمنت حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة منذ نحو عام، على خطابات زعماء العالم في اليوم الأول لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.

وتميز أول اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، بإدانات شديدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي واتهامات بـ “الهيكل غير الوظيفي” للأمم المتحدة.

وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء في مقر الأمم المتحدة بالتحذير من أن النظام القائم على القواعد المتدهور قد أعطى العديد من البلدان “بطاقة الخروج من السجن مجانًا”، في إشارة إلى الحروب في غزة والسودان وأوكرانيا.

وقال غوتيريش خلال المناقشة العامة في الأمم المتحدة: “إنهم قادرون على انتهاك القانون الدولي. ويمكنهم انتهاك ميثاق الأمم المتحدة. ويمكنهم غزو دولة أخرى، أو تدمير مجتمعات بأكملها، أو تجاهل رفاهة شعوبهم تمامًا. ولن يحدث شيء”.

وأضاف “أن مستوى الإفلات من العقاب في العالم لا يمكن الدفاع عنه سياسياً ولا يمكن التسامح معه أخلاقياً”.

وتطرق غوتيريش بشكل مباشر إلى الحرب الإسرائيلية في غزة وقتل المدنيين الفلسطينيين.

وقال بهذا الصدد “لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني. إن سرعة وحجم القتل والدمار في غزة لا يشبهان أي شيء رأيته في سنواتي كأمين عام”، وهو ما قوبل بتصفيق واسع النطاق.

وأدان غوتيريش التوسع الاستيطاني الإسرائيلي غير القانوني و”الاستيلاء على الأراضي”، ودعا إلى التوصل إلى حل الدولتين “غير القابل للرجوع فيه”. وقال إن الوضع الراهن، الذي “لا يتمتع فيه الشعب الفلسطيني بالكرامة”، أمر مستحيل.

دعوات لإنهاء الحرب

في خطابات كل الزعماء تقريبا يوم الثلاثاء، كان الدمار الذي خلفته حرب إسرائيل على غزة والدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار والتوصل إلى حل الدولتين حاضرا بقوة.

وفيما يلي بعض النقاط البارزة في المناقشة العامة في اليوم الأول:

بايدن يطالب بإتمام إنهاء حرب غزة

ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن خطابه الأخير أمام الجمعية العامة بعد أن قرر عدم الترشح لولاية أخرى كرئيس، وتنحى عن منصبه لإفساح المجال لنائبة الرئيس كامالا هاريس لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني.

بدأت تصريحات بايدن بسرد تاريخي موجز لفترة عمله في الخدمة العامة حتى أصبح رئيسًا، عندما واجه قرار إنهاء الحرب في أفغانستان.

وتحدث بايدن عن دفاع الولايات المتحدة عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ودعمها عندما أشار إلى حرب روسيا في أوكرانيا، لكنه لم يذكر تلك المبادئ عند مناقشة الحرب الإسرائيلية على غزة.

وبدأ بايدن حديثه بالقول إن العالم “لا ينبغي أن يتراجع” أمام “أهوال” السابع من أكتوبر/تشرين الأول، في إشارة إلى هجوم طوفان الأقصى، وكرر مزعم الاعتداء الجنسي، التي تم تفنيدها منذ ذلك الحين، وقال إن الأسرى الإسرائيليين في غزة “يمرون بجحيم”.

وأضاف “أن المدنيين الأبرياء في غزة يعيشون أيضاً جحيماً لا يطاق. فقد قُتِل الآلاف والآلاف من بينهم عمال الإغاثة، وتشردت العديد من الأسر، وتكدست في الخيام في مواجهة وضع إنساني مزرٍ”.

وذكر بايدن أن الولايات المتحدة تعمل مع قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق “يؤيده مجلس الأمن”، مؤكدا على ضرورة إنهاء الحرب، وأن “الآن هو الوقت المناسب للأطراف لوضع اللمسات الأخيرة على الشروط”.

أردوغان يدعو لاتخاذ إجراءات ضد “إسرائيل”

بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمته بالإعراب عن سعادته برؤية فلسطين “في مكانها الصحيح بين الدول الأعضاء”، مضيفا أنه يأمل أن تكون هذه هي الخطوة الأخيرة نحو العضوية الكاملة.

وفي إشارة إلى الفشل في وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، قال أردوغان إن “الأمم المتحدة فشلت في تحقيق مهمتها التأسيسية وأصبحت تدريجيا هيكلا غير فعال”.

ورفع أردوغان مرة أخرى شعاره الذي يكرره كثيرا وهو “العالم أكبر من خمسة” في إشارة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. “لا يمكن ترك العدالة الدولية في إرادة خمس دول أعضاء متميزة في مجلس الأمن. والمثال الأكثر دراماتيكية على ذلك هو المذبحة التي استمرت في غزة خلال الأيام الـ 350 الماضية”.

وواصل حديثه مستعرضا أعداد الضحايا بالتفصيل في غزة، من النساء والأطفال الفلسطينيين إلى موظفي الأمم المتحدة والأطباء والصحفيين الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي.

وقال أردوغان إن “غزة أصبحت أكبر مقبرة للنساء والأطفال في العالم”، ثم روى القصة المروعة لهند رجب، الطفلة البالغة من العمر ست سنوات والتي قتلتها القوات الإسرائيلية.

وتابع “إن القيم التي يدعي الغرب الدفاع عنها تموت. والحقيقة تموت. وآمال البشرية في العيش في عالم أكثر عدالة تموت. واحدة تلو الأخرى”.

وشدد على “أن المقاومة العادلة التي يخوضها الشعب الفلسطيني ضد محتلي أرضه هي مقاومة نبيلة للغاية. وهي مقاومة شريفة ومشروعة للغاية بحيث لا يمكن وصفها بأنها غير شرعية. إنها مقاومة بطولية ونبيلة”.

وتساءل أردوغان عن صدق كل من يسلح “إسرائيل” بينما يدعي في الوقت نفسه أنه وسيط في الطريق نحو وقف إطلاق النار، وطالب بوقف “المماطلة والخداع” الإسرائيلي، وفي غياب تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 (وقف إطلاق النار).

العاهل الأردني يكتفي بخطاب عاطفي

ما بدأ كخطاب عاطفي ألقاه الملك عبد الله الثاني ملك الأردن في مقر الأمم المتحدة، سرعان ما تحول إلى اتهام مرعب.

وقال العاهل الأردني “غالبًا ما نشعر وكأن عالمنا لم يمر بلحظة لم يكن فيها في حالة من الاضطراب”، مسلطًا الضوء على الوضع الخطير الذي تمر به الأمم المتحدة كل عام. وأضاف “ومع ذلك، لا أستطيع أن أتذكر وقتًا أشد خطورة من هذا”.

واستغل الملك عبد الله هذه المناسبة ليشير إلى أن شرعية الأمم المتحدة كانت تحت الحصار طيلة القسم الأعظم من العام، حيث واجهت هجمات فعلية ورمزية.

وأشار إلى العلم الأزرق الفاتح للأمم المتحدة، الذي يرفرف فوق الملاجئ والمدارس في غزة، كرمز للموقف المتدهور للمؤسسة.

وقال عبد الله إن “شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة تقف بلا حراك على بعد أميال من الفلسطينيين الجائعين”، مؤكدا أنه ليس من المستغرب أن نرى الثقة في المبادئ الأساسية والمثل العليا للأمم المتحدة تتآكل، سواء داخل القاعة أو خارج جدرانها.

وشدد الملك عبد الله على أن “الواجب الأخلاقي لهذا المجتمع الدولي” هو إنشاء آلية حماية للفلسطينيين في جميع أنحاء أراضيهم المحتلة، قبل أن يرفض بشكل قاطع فكرة أن ترحب الدول العربية بالنازحين الفلسطينيين في الأردن كوطن قابل للحياة أو بديل.

قطر تنتقد خطة أمنية لمستقبل غزة بعد الحرب

في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، تحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مطولاً عن الحرب في غزة، منتقداً الدول الغربية لوقوفها وراء دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال إنه “لم يعد من الممكن الحديث عن حق (إسرائيل) في الدفاع عن نفسها في هذا السياق، من دون أن نكون مشاركين في تبرير الجريمة” الحاصلة في غزة.

كما سخر أمير قطر من الخطة الخاصة بمستقبل غزة بعد الحرب، والتي تحدثت عنها وسائل الإعلام الغربية لعدة أشهر.

وتفيد هذه التقارير بأن الولايات المتحدة اتصلت بعدة دول عربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة، للمشاركة في قوة متعددة الجنسيات في غزة لإدارة الأمن في غزة بمجرد أن تنهي (إسرائيل) حربها.

وقال الشيخ تميم “اكتشفنا بدهشة أن البعض ما زال يحاول إيجاد حلول لإدارة غزة بعد الحرب بسلطة أو بدونها على أسس أمنية فقط، والمقصود بالطبع أمن الاحتلال وليس أمن القابعين تحت الاحتلال”.

وتابع “إن هذه العقلية ذاتها هي التي قادت من كارثة إلى كارثة أخرى. إنها هذه العقلية التي تريد أن تصمم المنطقة برمتها لتناسب (إسرائيل) في حين تبحث عن الالتفاف لتجنب إنهاء الاحتلال والعمل على فرض حكم شعب على آخر بالقوة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى