معالجات اخبارية

اليونيسف: الحرب المستمرة في غزة لا تزال تسبب أهوالاً للأطفال

أكدت منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة أن حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة منذ عشرة أشهر لا تزال تسبب أهوالاً للأطفال.

وصرح مسؤول الاتصالات في اليونيسف سليم عويس خلال مؤتمر صحفي في جنيف “لا تزال الحرب الدائرة بلا هوادة في غزة تلحق الأهوال بالآلاف من الأطفال، وتبقي الكثيرين منهم منفصلين عن أحبائهم”.

وذكر عويس أنه في يوم السبت الماضي، التقي يحيى البالغ من العمر 8 أشهر، وبعد أربعة أيام وعدة محاولات، وبعد رحلة طويلة وخطيرة معًا عبر نقاط تفتيش عسكرية إلى شمال قطاع غزة، التقى يحيى بوالده زكريا لأول مرة.

وقال “وُلد الطفل يحيى في مستشفى كمال عدوان بتاريخ 27/11/2023، وقد وُلد قبل موعده الطبيعي، ونُقل إلى مستشفى الشفاء لتلقي الرعاية الطبية للأطفال حديثي الولادة”.

وأضاف أنه “بعد فترة وجيزة، جرت عملية عسكرية في محيط مستشفى الشفاء، وتم إخلاؤه إلى مستشفى الأقصى في دير البلح – وسط قطاع غزة. لكن والديه اضطرا إلى البقاء في الشمال”.

وتابع “بعد أن تحسنت حالته الصحية، وُضع يحيى في رعاية مؤقتة وظل آمنًا بفضل دعم اليونيسف والشركاء، الذين تمكنوا من البقاء على اتصال بعائلته. وأخيرًا، حان الوقت لإعادة لم شمله مع والدته ووالده، اللذين اضطرا إلى تحمل شهور من عدم اليقين والخوف قبل أن يتمكنا من احتضانه بين أيديهما”.

قيود وتعقيدات إسرائيلية

وذكر عويس أنه ” المهمة الناجحة ضمت سبعة أطفال من أربع عائلات وكانت لحظة نادرة من الفرح في بيئة قاتمة. لكنها لم تكن خالية من التعقيدات”.

وقال “لقد مُنعت مهمتنا من الوصول ثلاث مرات من قبل، على الرغم من التنسيق المسبق والموافقات الأولية. وقبل أسبوعين فقط، أصيبت سيارة أخرى تابعة لليونيسف في مهمة لم شمل بثلاث رصاصات، أثناء انتظارها في نقطة احتجاز في طريقها إلى الشمال. لكن انتصارنا الصغير – رؤية زكريا يبكي من الفرح والارتياح – هو سبب استمرارنا على الرغم من التحديات العديدة”.

وأضاف “لقد صدمتني شدة المعاناة والدمار والتشريد الواسع النطاق في غزة. إن اللقطات التي يشاهدها العالم على شاشات التلفزيون تعطي لمحة مهمة عن الجحيم الذي يعيشه الناس منذ أكثر من عشرة أشهر”.

وأبرز عويس أنه طما لا يظهره هذا المشهد بالكامل هو كيف تم تدمير أحياء بأكملها وسبل عيش وأحلام الناس خلف المباني المنهارة”.

وقال “عندما ترى صورة أم نازحة تحمل طفلها وكل ممتلكاتها على ظهرها، فإنك لا ترى مئات الأشخاص النازحين يتبعونها على الطريق. طفل واحد ضائع، مثل يحيى، هو في الحقيقة قصة الآلاف”.

لا مكان آمن في غزة

وأكد عويس “أن حياة طفل في غزة، في الشهر العاشر من هذا الصراع، ليست حياة على الإطلاق. ولا يسعنا إلا أن نعبر عن مدى استحالة وجود مكان آمن، وكل شيء ينفد من غزة، الطعام والمياه والوقود والأدوية. كل شيء.

وقال “عندما تتجول بين متاهات الملاجئ المؤقتة، تجد صعوبة في تسلق الرمال التي تتواجد عليها، وتشم رائحة الصرف الصحي القوية التي تملأ الممرات المحيطة. وتدهشك كثرة الأطفال الذين يحومون حولك ويطرحون سؤالاً واحداً: “سيدي، متى ستنتهي الحرب؟”

وأشار المسئول الأممي إلى أنه في دير البلح، حيث فر معظم النازحين في الأشهر الأخيرة، تشير التقديرات إلى أن نظام الصرف الصحي الذي يعمل جزئيًا أصبح محملاً بأكثر من سبعة أضعاف قدرته بسبب موجات النزوح الضخمة إلى المنطقة.

ونتيجة لذلك، أصبحت شبكة الصرف الصحي التي يبلغ عمرها عقودًا من الزمان مسدودة في الغالب وتتسرب منها المياه، بحسب ما أبرز عويس.

وقال “طلبت مني الأسر على وجه السرعة الصابون ومستلزمات النظافة. فهم يستخدمون الماء والملح لتنظيف أطفالهم أو الماء المغلي بالليمون لمحاولة علاج الطفح الجلدي. ويقولون لي إن الأطباء لا يملكون القدرة أو الأدوية لعلاجهم، مع وصول حالات طبية أكثر خطورة كل ساعة وعدم وجود إمدادات على الرفوف. وهكذا انتشر الطفح الجلدي”.

وأضاف “وهناك أيضًا نقص خطير في الأدوية للأطفال الذين يعانون من أمراض سابقة مثل السرطان والأمراض الخلقية.

وذكر أنه “في مستشفى الأقصى التقيت بالطفل عبد الرحمن البالغ من العمر 10 سنوات، والذي أصيب في ساقه أثناء غارة جوية. لم تلتئم ساقه أبدًا، وبعد المتابعة مع الأطباء تم تشخيص إصابته بسرطان العظام. قالت لي والدته سمر بصوت مكسور: “أتمنى أن يموت طفلي ولا يعاني كما يعاني الآن – هل تصدق أنني أتمنى ذلك الآن؟”

وتابع “حُكم على طفل مريض في قطاع غزة بالموت البطيء لأنه لا يستطيع الحصول على العلاج الذي يحتاجه، ومن غير المرجح أن يبقى على قيد الحياة لفترة كافية للخروج من هذا الوضع.

وأكد المسئول في اليونيسيف أن “الأمل الوحيد الذي يراود أطفال غزة هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وما زال أطفال غزة متمسكين بالاعتقاد بأن هذا اليوم سوف يأتي، وتشاركهم اليونيسف هذا الأمل. إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار ما زال ممكناً، وهو أمر ضروري الآن أكثر من أي وقت مضى، وقد تأخر كثيراً، ويتعين على الجميع أن يبذلوا كل ما في وسعهم للدفاع عن هذا الهدف”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى