تحليلات واراء
أخر الأخبار

انتقائية السلطة في التعامل مع السلاح تفقدها المصداقية

قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة إن السلطة الفلسطينية تفتقر إلى شرعية التمثيل أو القدرة على تنفيذ أي مشروع وطني، لا سيما في قطاع غزة الذي يعاني من إبادة جماعية إسرائيلية مستمرة منذ 452 يومًا دون تدخل يُذكر.

وأكد عفيفة أن منظمة التحرير الفلسطينية، التي يفترض أن تكون قائدة الحالة الوطنية، أصبحت مغيبة بقرار سياسي وتنظيمي، قائلاً: “فاقد الشيء لا يعطيه”.

وأوضح أن هذه الحقائق لم تعد مجرد شعارات، بل أمور يدركها حتى الأطفال في مخيمات غزة والضفة الغربية، مشيرًا إلى أن المطالبات التي تُرفع للرئيس لتحمل مسؤولياته باتت تُثير السخرية، إذ أن “الرئيس الغائب عن المشهد منذ البداية لن يتحرك بفعل بيانات أو خطابات”.

وأضاف عفيفة: “المسؤولية الوطنية لا تُستعاد بالكلام، بل عبر العمل الميداني والقرارات الجريئة التي تعيد الوحدة الوطنية وتنهي حالة التجزئة والإقصاء”.

انتقائية أجهزة أمن السلطة

أكد الناشط السياسي عيسى عمرو أن أجهزة أمن السلطة تمارس انتقائية واضحة في ملاحقة المظاهر المسلحة، مما أفقدها مصداقيتها.

وأشار إلى أنها تبرر مواقفها بالادعاء أنها لا تريد منح الاحتلال ذرائع، بينما تسمح لتظاهرات محسوبة على فتح والسلطة بحمل السلاح وإطلاق النار وسط الشوارع.

وقال عمرو: “ما شهدته مظاهرة رام الله اليوم، من حمل السلاح وإطلاق النار من قبل ملثمين محسوبين على فتح، يثير تساؤلات حول العدالة والمساواة بين المواطنين. هل يُسمح لفئات معينة بحمل السلاح فقط؟ وهل تقتصر تهديدات الاحتلال على فئات دون غيرها؟”.

يُذكر أن المسيرات المسلحة خرجت في عدة مدن بالضفة لإحياء ذكرى انطلاقة حركة فتح، وسط اتهامات بأنها تُستخدم كرسالة تهديد وترهيب لأي صوت سياسي معارض.

أحداث جنين

واعتبر أستاذ علم النفس بجامعة الخليل، كامل كتلو، أن أحداث مخيم جنين وما وصفها بـ”جريمة السلطة المستمرة” منذ قرابة الشهر، لها تأثيرات سلبية على التماسك النفسي والاجتماعي في المجتمع الفلسطيني.

وأشار كتلو إلى أن هذه الأحداث تُفاقم التشظي في الهوية الوطنية الفلسطينية، وتُحرف الأنظار عن مواجهة الاحتلال، مما يؤدي إلى آثار بعيدة المدى على المجتمع.

وأوضح أن ما يحدث في جنين يؤدي إلى “تحييد جزء كبير من المجتمع عن الصراع الحقيقي مع الاحتلال، مما يزيد من التأثيرات النفسية المؤلمة ويُعطل الحياة الاجتماعية والاقتصادية”.

وأكد كتلو على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة هذه التحديات، مشددًا على ضرورة تعزيز التماسك النفسي والاجتماعي وتركيز البوصلة نحو المقاومة والصمود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى