وصف الخبير القانوني عصام عابدين سجل السلطة الفلسطينية في مجال الحقوق والحريات بأنه “مقلق للغاية”، مشيراً إلى تفشي الفساد، وانعدام الاستقلالية والحياد في النيابة العامة والسلطة القضائية.
وأشار عابدين إلى أن سجل الانتهاكات يشمل الاعتقالات والمحاكمات ذات الطابع السياسي، ورئيس المحكمة العليا ورئيس المحكمة الدستورية العليا.
وأضاف أن تقارير أممية وثقت هذه الانتهاكات بالتفصيل.
إغلاق قناة الجزيرة
ورأى عابدين في قرار اللجنة الوزارية الفلسطينية وقف بث قناة الجزيرة وتجميد عملها انتهاكاً صارخاً للقانون الأساسي الفلسطيني والمواثيق الدولية.
وأوضح أن المادة (27) فقرة (3) من القانون الأساسي تنص على أنه “لا يجوز إنذار أو وقف أو إلغاء وسائل الإعلام إلا وفقاً للقانون وبموجب حكم قضائي”.
وأكد أن القرار يفتقد لوجود حكم قضائي فاصل، مما يجعله غير قانوني وينتهك الالتزامات الدولية لفلسطين، وخاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
قرار إغلاق قناة الجزيرة
وأدانت الأمم المتحدة ومنظمات دولية قرار السلطة الفلسطينية، معتبرة إياه “حكماً بالإعدام على حرية التعبير”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في أن تعمل وسائل الإعلام في الضفة الغربية دون عراقيل.
وقال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان إن القرار يمثل “توجهاً مقلقاً لقمع حرية الرأي”.
ووصفت منظمة “مراسلون بلا حدود” القرار بأنه “عمل رقابي غير مقبول”.
واستنكرت وزارة الخارجية الألمانية والنرويجية القرار، داعية السلطة إلى التراجع عنه فوراً.
السيطرة الحزبية
وأكد الكاتب والمحلل السياسي علي سعادة أن سيطرة الحزب الحاكم على منظمة التحرير تجاوزت دورها كحاضنة لجميع الفصائل الفلسطينية.
وأشار إلى أن هذه السيطرة بدأت مع ياسر عرفات، وتسببت في انشقاقات داخل حركة فتح، واستبعاد فصائل مقاومة مثل حماس والجهاد الإسلامي.
وشدد على أن استقلال مواقف المنظمة بات ضرورة ملحة لفصل سياسات فتح عن مسؤوليات منظمة التحرير.
وجاء قرار السلطة الفلسطينية بعد خطوات مشابهة من الاحتلال الإسرائيلي، الذي أغلق مكتب قناة الجزيرة في رام الله وصادر أجهزته ووثائقه.
ونددت شبكة الجزيرة بهذه الإجراءات، ووصفتها بأنها محاولة لإسكات صوت الإعلام الحر
الأوضاع في جنين
وشهدت مدينة جنين ومخيمها تصعيداً خطيراً من أجهزة أمن السلطة، حيث أسفرت حملاتها عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين واختطاف مقاومين.
وأوضح مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الحل يكمن في الحوار البنّاء والشراكة الوطنية بعيداً عن المواجهات العسكرية والأمنية.
وأضاف البرغوثي أن استمرار التعلق بـ”أوهام الحل الوسط” مع إسرائيل يزيد من تعقيد الأوضاع الفلسطينية.