حذرت جهات أمنية إسرائيلية من احتمالية تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة، مما قد يقود إلى انهيار السلطة الفلسطينية وتبعات خطيرة على الاستقرار الميداني.
ووفقاً لما نقلته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن جيش الاحتلال وجهاز الشاباك يتابعان عن كثب تطورات الأوضاع في الضفة الغربية، حيث أظهرت التقارير مؤشرات واضحة على تصاعد التوتر.
وأشارت الإذاعة إلى مواجهات غير مسبوقة وتبادل إطلاق نار بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ومقاومين فلسطينيين في مدينتي جنين وطولكرم خلال الأيام الأخيرة، مضيفةً أن هذه الأحداث تتركز حالياً في شمال الضفة، لكن التخوف يكمن في امتدادها إلى مناطق أخرى.
حالة استنفار وترقب
ونقلت الإذاعة عن مصادر عسكرية قولها: “نتابع التطورات عن كثب وبحالة استنفار كامل، حيث نخشى من انفجار الأوضاع بشكل أكبر، ما قد يؤدي إلى غليان ميداني مشابه لما شهدناه في سوريا”.
وأوضحت المصادر أن انهيار السلطة الفلسطينية سيؤدي إلى موجة من المقاومة المسلحة وفقدان السيطرة الميدانية بشكل كامل، مشيرةً إلى أن هذا السيناريو يمثل تهديداً حقيقياً لاستقرار المنطقة.
السلطة والمقاومة
وشهدت الضفة الغربية مؤخراً تصعيداً خطيراً تمثل في اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، لا سيما في مخيم طولكرم.
وتأتي هذه الأحداث على خلفية غضب شعبي متزايد تجاه السلطة وأجهزتها الأمنية، التي واجهت انتقادات بسبب سياساتها في قمع الأهالي والمقاومة، خصوصاً في جنين ومخيمها.
حيث شهد مخيم طولكرم مواجهات بين مقاومين وأجهزة أمن السلطة، وأُطلقت زخات من الرصاص والعبوات المتفجرة على المقرات الأمنية، في رسالة واضحة تطالب السلطة بالكف عن ممارساتها ضد أهالي جنين.
وفرضت أجهزة السلطة حصاراً خانقاً على مخيم جنين استمر لستة أيام متتالية، وسط تقارير عن ممارسات قمعية، منها قتل أحد المواطنين وإصابة آخرين.
وأعلن المقدم في جهاز الأمن الوطني، والد الشهيد المقاوم أمجد القنيري، استقالته وخلع زيه العسكري علناً، احتجاجاً على ما وصفه بـ”إجرام السلطة”.
وأكد براءته من الممارسات القمعية، خاصة بعد قيام أجهزة السلطة بقتل الشاب ربحي الشلبي في جنين.
وأطلقت أجهزة السلطة النار على الشلبي بشكل مباشر أثناء ركوبه دراجة نارية، ثم اختطفت جثمانه لفترة قصيرة قبل أن تلقي به في الشارع.