بريطانيا تقر بأنشطة استخباراتية في غزة وسط عاصفة انتقادات
أقرت الحكومة البريطانية بالقيام بأنشطة استخبارية عبر استخدام طائرات تجسس في غزة وهو ما قوبل بعاصفة انتقادات واسعة واتهامات إلى لندن بالمشاركة الفعلية في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين الفلسطينيين.
وصرح وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في رسالة له ردا على استجوابات برلمانية، بأن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني تستخدم فوق غزة بزعم جمع معلومات عن الأسرى الإسرائيليين.
وأشار لامي إلى أن إحدى الأسرى الإسرائيليين على الأقل، إيميلي داماري، الجنسية البريطانية الإسرائيلية المشتركة.
وتمتلك طائرات RAF Shadow R1 المستخدمة في المهام قدرة هائلة على التقاط إشارات الاستخبارات بما في ذلك المكالمات الهاتفية واللاسلكية ورسائل WhatsApp، حيث تقوم بمهام يومية منذ هجمات 7 أكتوبر 2023.
وقد أثار خبراء الدفاع تساؤلات بشأن المعلومات التي يمكن استخدامها لاستهداف الفلسطينيين والتي يمكن تمريرها إلى الإسرائيليين.
ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت طائرات شادو R1 تحلق بشكل شبه دائم في السماء فوق غزة أو بالقرب منها لجمع كميات هائلة من المعلومات الاستخباراتية.
وفي رسالة كتبها إلى لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، زعم لامي إن “طائرات المراقبة هذه غير مسلحة وليس لها دور قتالي” وإن “مهمتها الوحيدة هي تحديد مكان الأسرى”.
ومع ذلك، ونظراً للطبيعة الحساسة للغاية لهذه البعثات، أضاف أنه “لا يمكننا … مشاركة كل ما تفعله الحكومة”.
وبحلول نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، قامت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني التي تنطلق من قاعدة جوية بريطانية في قبرص على بعد 362 كيلومترا بإجراء 645 رحلة جوية فوق غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ومع ذلك، أشار محللون عسكريون إلى أنه حتى لو كانت المهمة الرئيسية لـ Shadow R1 هي العثور على معلومات تؤدي إلى مكان وجود الأسرى، فمن الممكن أن يتم نقل معلومات أخرى إلى الإسرائيليين.
وقال خبير الدفاع تيم ريبلي، محرر مجلة “ديفينس آي” : “السؤال الأساسي هو لماذا يسمح الإسرائيليون لسلاح الجو الملكي البريطاني بالتحليق فوق مجالهم الجوي دون أن يقدم لهم سلاح الجو الملكي البريطاني أي شيء؟”
وتابع “لكن السؤال الحقيقي هو، هل يقوم الإسرائيليون بقصف الناس بناء على المعلومات الاستخباراتية التي تقدمها لهم الجهات البريطانية؟”.
وقد نفت وزارة الدفاع البريطانية ذلك بشدة، ولكنها اعترفت بأنها ستقدم أدلة على أي جرائم حرب إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية “تماشيا مع التزاماتنا الدولية، فإننا سننظر في أي طلب رسمي من المحكمة الجنائية الدولية لتقديم معلومات تتعلق بالتحقيقات في جرائم الحرب”.
وقال خبير القوات الجوية بول بيفر إن طائرات شادو آر1 هي “أكثر طائرات المراقبة كفاءة في حلف شمال الأطلسي”، حيث يستطيع أفراد الطاقم على متنها “الاستماع إلى كل شيء تقريبا” مع نقل البيانات على الفور عبر الأقمار الصناعية إلى المخططين العسكريين.
وأضاف “هذا أمر كانت الحكومة البريطانية قد أبقت عليه سراً في السابق. أما السؤال الأصعب فهو ما إذا كانت هناك معلومات استخباراتية دقيقة يتم نقلها إلى الإسرائيليين”.
وتتمتع طائرات بيتشكرافت ذات المحركين المروحيين ذات المظهر اللطيف بكاميرات عالية الكفاءة بالإضافة إلى أجهزة تنصت، ويمكنها الطيران بسرعة 450 كيلومترًا في الساعة في مهام تستغرق ما بين ساعتين إلى ست ساعات.