عباس المعزول يحاول إعادة تأهيل صورته بالتودد إلى ترامب
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يكثف من جهوده في محاولة لإعادة تأهيل صورته والتخفيف من حدة عزلته بالتودد إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وذكرت الصحيفة أن عباس وكبار مساعديه يحاولون التأثير على ترامب بالتواصل مع دائرته المقربة بما في ذلك اللقاء مع والد زوج ابنة الرئيس الأمريكي وتوجيه “رسائل تصالحية إليه”.
وأشارت إلى أن مساعي عباس “تشكل جزءا من استراتيجية واسعة النطاق لإعادة تأهيل علاقته العدائية مع ترامب” المعروف بدعمه غير المشروط لإسرائيل في ولايته الأولى.
وكرئيس، قدم ترامب سياسات أثارت غضب السلطة الفلسطينية، التي تتمتع بحكم ذاتي محدود على أجزاء من الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي.
واعترف ترامب في ولايته الأولى بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وقطع المساعدات عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وساعد في التوصل إلى اتفاقات التطبيع التي تجنبت الطموحات الفلسطينية لتحقيق الاستقلال.
وبسبب غضبه، منع عباس كبار المسؤولين الفلسطينيين من الاتصال بأشخاص في إدارة ترامب خلال ولايته الأولى.
ترامب من عدو إلى منقذ!
مع اشتداد عزلة عباس وتهميش دوره وسلطته العاجزة، بادر فور انتخاب ترامب وحتى قبل ذلك إلى محاولة التودد له وإصلاح العلاقات الثنائية معه.
ولوحظ أن عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بين أول من هنأ ترامب على فوزه في الانتخابات.
وفي رسالته، قال عباس إن المسؤولين الفلسطينيين “يتطلعون إلى التعامل معكم للعمل من أجل السلام والأمن والازدهار في منطقتنا”، وفقًا لنسخة حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز.
يوم الجمعة، تحدث عباس مع ترامب عبر الهاتف، وناقش الاثنان إمكانية الاجتماع في المستقبل القريب، وفقًا لما ذكره زياد أبو عمرو العضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
لكن جهود عباس للتواصل مع ترامب بدأت قبل فترة طويلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقد ساعد زواج ابن ترامب، مسعد بولس، وهو رجل أعمال لبناني أمريكي عمل كمبعوث غير رسمي لحملة ترامب للناخبين العرب الأمريكيين، عباس على التواصل مع الرئيس الأمريكي المنتخب في الأشهر الأخيرة.
والتقى عباس سرا مع بولس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي في نيويورك. وبينما وصف المسؤولون الفلسطينيون الاجتماع بأنه جزء من جهود التواصل مع ترامب، قال بولس لصحيفة التايمز إن الاجتماع كان “شخصيًا بحتًا” وأنه لم يبلغ ترامب بالاجتماع قبله أو بعده.
لكن بولس كان ساعد في تسهيل تسليم رسالة من عباس إلى ترامب في يوليو/تموز يدين فيها محاولة اغتياله.
وقال أبو عمرو: “نريد الحفاظ على علاقة عمل جيدة لأنه لا يمكن لأحد أن يتجاهل الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في حل الصراع”.
لا خيارات بديلة
حتى في ظل إدارة جو بايدن، واجه عباس مجموعة من التحديات، بما في ذلك المطالب الدولية بإجراء إصلاحات شاملة في السلطة الفلسطينية في ظل ما تعانيه من ضعف وفساد.
بحسب نيويورك تايمز يقول محللون إن ترامب قد يأتي بنتائج عكسية، إذ تفتقر السلطة الفلسطينية إلى خيارات أخرى غير محاولة التعامل مع الرئيس الأمريكي المنتخب والحلفاء العرب والأوروبيين الذين يمكنهم تعزيز مواقفها معه.
من جهته ذكر موقع أكسيوس الأمريكي أن ترامب أبلغ عباس خلال مكالمة هاتفية يوم الجمعة – وهي الأولى بينهما منذ عام 2017 – أنه سيعمل على إنهاء الحرب في غزة، وفقًا لبيان من الرئاسة الفلسطينية ومسؤول فلسطيني مطلع على المكالمة.
وقال الموقع إن المكالمة هي أحدث إشارة إلى أن السلطة الفلسطينية تريد البدء من جديد مع ترامب.
وهنأ عباس ترامب، وتمنى له النجاح في ولايته المقبلة، و”أكد استعداده للعمل سعيا لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس الشرعية الدولية والمبادئ”.