تحليلات واراء

نيويورك تايمز: نتنياهو سيفشل بالقضاء على حزب الله كما فشل أمام حماس

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إنه من الصعب تصور أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يتمكن من تحقيق هدفه المعلن بالقضاء على حزب الله اللبناني، تماماً كما عجز عن هدفه الأساسي بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة.

وأكدت الصحيفة أن تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان يعبر عن فشل إسرائيلي في إخضاع حزب الله، من خلال تكبيده خسائر كبيرة عبر عدد من العمليات الأمنية النوعية.

وقالت إن “المسؤولين الإسرائيليين كانوا يأملون أن يؤدي تصعيد هجماتهم على مدى الأسبوع الماضي… إلى زعزعة استقرار حزب الله وإقناعه بالانسحاب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية”.

وأضافت “أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن زيادة تكاليف حملة حزب الله من شأنها أن تسهل على الدبلوماسيين الأجانب، دفع الحزب إلى التراجعن لكن ما حدث هو العكس تماما”.

وشددت على أن هجمات جيش الاحتلال على لبنان “تعكس مدى ابتعاد دولة الاحتلال الإسرائيلي عن تحقيق أهدافها، ومدى اقتراب الجانبين من الحرب الشاملة”.

ضغوط على الاحتلال

أبرزت نيويورك تايمز أن جيش الاحتلال “يعاني بالفعل من ضغوط شديدة، فهو لا يزال يقاتل في غزة، بينما يكثف عملياته في الضفة الغربية المحتلة، حيث يشن غارات منتظمة على المدن الفلسطينية”.

ونبهت إلى أنه “بعد 11 شهراً من القتال، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي بعد من هزيمة حماس بالكامل في غزة، فيما يسيطر حزب الله على منطقة أكبر وأكثر جبلية من تلك التي تسيطر عليها حماس في غزة، عدا عن عتاده العسكري”.

ونبهت إلى أنه “من أجل غزو لبنان، من المرجح أن يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط… وكثيرون منهم منهكون بالفعل من الخدمة في غزة خلال العام الماضي”.

خلاف يتسع مع بايدن

بحسب الصحيفة بإن مساعدي الرئيس الأميركي جو بايدن أصبحوا يتحدثون علانية عن أن خطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً في المنطقة “لم يكن أكبر مما هو عليه الآن”، ويؤكدون أن الخلاف يتسع بين بايدن ونتنياهو بعد الهجوم الإسرائيلي الواسع على لبنان.

وأشارت الصحيفة إلى أن مساعدي بايدن بدأوا يعترفون بأن الوقت ينفد أمامه للمساعدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت أن الكثير من مساعدي بايدن لم يعودوا يخفون استياءهم من نتنياهو، ويتحدثون الآن بصراحة أكبر عن الخلافات الشديدة التي دارت بينهما خلال مكالماتهما الهاتفية، أو الزيارات المحبطة التي قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن لإسرائيل والتي حصل فيها على ضمانات خاصة من نتنياهو، لكنه نقضها بعد ساعات من ذلك.

ويتساءل المسئولون الأمريكيون الآن علناً عمّا إذا كان نتنياهو يستمر في وضع شروط جديدة في مفاوضات وقف إطلاق النار من أجل الحفاظ على ائتلافه الهشّ، أو البقاء في منصبه بعيدًا عن المحاكمة.

وفيما يقول مساعدو بايدن إنه “يحق لإسرائيل مهاجمة حزب الله الذي أصبح “دولة داخل دولة” في لبنان”، فإنهم يؤكدون أن عدم وجود تواصل بين بايدن ونتنياهو منذ تفجير أجهزة البيجر في لبنان، بمثابة “إشارة إلى مدى قلة ما يمكن أن يقوله كل منهما للآخر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى